بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي
هل يكون بشارة الأسمر نموذج المسؤول المقنّع في لبنان فضحته تسريبة أحد أصدقائه؟.
بدا جلياً أن الرجل كما يقول المثل اللبناني « مخبّا بتيابو»، طوباوية على المنابر وأمام الشاشات وسفالة وحقارة خلف الكواليس تماماً كالممثّل الذي يتلبّس عدّة أدوار.
رئيس الإتحاد العمالي الذي تلاحقه الكاميرا من شارع إلى شارع وكأنه زورو المقنّع يأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء ، أطلق النار على نفسه في ساعة تخلٍّ وكشف كم هو الخداع سيّد الموقف في لبنان»حاميها حراميها»، فكيف يصدق رجلاً ليس صادقاً مع نفسه ، يعيّر المسؤولين بقلّة أخلاقهم وهو لا يملك ذرّة من الأخلاق؟!.
طبعاً الكل كل يعرف أن رئيس الإتحاد العمّالي مسيّس وليس نبيلاً في حِراكه، ولكن ما لا يعرفه الناس أن القناع الذي سقط عن وجه بشارة الأسمر يختفي خلفه كثيرون من مسؤولين آخرين.
وبديهي أن ينال الأسمر عقاباً مستحقّاً كي يكون عبرة لغيرة، لأن باب النذالة إذا لم يقفل اليوم فهناك رموز وقامات كثيرة ستكون معرّضة للإهانة.
ثم أن المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير هو ما هو بالنسبة لشريحة كبيرة من اللبنانيين وبينهم كثيرون من الذين يتحلّقون حول الأسمر يومياً، فكيف يهين هذا الأخير معظم اللبنانيين وكيف يهين زملاء له أعلنوا انسحابهم فيما بعد من حلقته الموبوءة.
وطنياً الرجل ساقط، أمّا أخلاقياً فحدِّث ولا حرج وكأنه خيال ظلّ يسيّرونه في الشوارع غبّ الطلب لا عقل ولا قلب له بل لسان ما صانه فدفع ثمن غروره.
بشارة الأسمر بل «الأسوَد» مكانه في الأقبية السوداء وليس في ساحات الضوء، مكانه في مكان يليق بالساقطين من القواميس ، لا القاموس لا يحتوي على مفردات تشبه بشارة الأسمر..
وخبزاً كان سيأكل اللبنانيون من صراخ رئيس اتحاد عمالهم الذي تحوّل الى رئيس اتحاد الأبالسة.

