تفاصيل قصة جرادي وأخرى تخص المنتخب 

أفعال لا تليق بكرة القدم، وأشخاص مؤذية تحوم حول المنتخب! 

 

 

 

دبي/ بلال نصور 

 صرّح اللاعب باسل جرادي في حديث خاص مع بلال نصور مباشرة بعد لقاء منتخب لبنان مع نظيره السعودي عن تفاصيل قضيته مع مدرب المنتخب والفريق.. نذكّر أننا لم ننشر هذا الحديث قبل ذلك كي لا نؤثر على مشوار منتخبنا الوطني في كأس آسيا والآن وجب النشر لقطع الشك باليقين وسماع الطرف الآخر بعدما كنّا قد استمعنا لما صرّحه قائد منتخبنا الكابتن حسن معتوق حيال القضية.

 ننفرد بنشر ما قاله باسل..

 بداية المشوار.. وبداية التوتر..

  ” بدأ كل شيء منذ ثلاث سنوات، تحديدًا من مباراتنا مع العراق، وفِي اليومين الماضيين كان ما حدث بمثابة الضربة القاضية، بمعنى أنني لم أفتعل المشكلة فقط لكوني على الدكة، لقد جلست على الدكة من قبل منذ بدء مسيرتي الكروية، أي لاعب يمكن أن يجلس على دكة البدلاء، هذه ليست المشكلة الوحيدة، ولكنها كانت الأخيرة التي قادتني للتمرد .”

 ” كنت ألعب في الدانمارك حين استدعيت لمباراة منتخب لبنان مع المنتخب العراقي منذ ثلاث سنوات، كنت أعرف المستويات الكروية وأعي جيدًا ما هي “الإحترافية”.

 قبلها بعام كنت قد صنفت واحدًا من أهم المواهب الشابة في الدانمارك ، وقد اختاروني للمنتخب الدانماركي الأول لأشارك في رحلة إلى أمريكا حيث سيقع الإختيار على اللاعبين في ذلك المعسكر، لكني تعرضت لإصابة ولم أستطع اللحاق بهم.

 وبالفعل اختاروا لاعبين للانضمام للمنتخب الأول لكني كنت أفضل منهم بأشواط وحالت إصابتي دون اختياري وقتها. وأنا أعلم مدى أهمية اللعب للمنتخب الأول وقد كنت ألعب مع الفئات العمرية للمنتخب طوال حياتي”.

 وأكمل:” إذًا ، مباراة لبنان مع العراق كانت ودية لذلك قررت أن أخوض التجربة لأتعرف على المستوى، وبالنسبة لي كانت تجربة جيدة لكني لم أشعر بالتعويض عن ما فاتني (يقصد منتخب الدانمارك) ، وإذا أخذت الموضوع من وجهة نظري فأنا لم أولد في لبنان ولم أكبر فيه، وكل ما تعلمته عن كرة القدم أتى من الدانمارك وليس من لبنان”.

 ” بعد تلك المباراة أخبرت أبي وأخبرت أحد أعضاء اللجنة وأخبرت الجميع أنني أريد أن أكمل مباريات ودية ولا أنضم للفريق الأول حاليًا .. بعدها شعرت بالضغط من الجمهور والاتحاد والمدرب وحتى عائلتي كلهم كانوا يدعونني للعب.. سأكون صريحًا معك ، في داخلي كنت أحبذ اللعب للدانمارك البلد الذي خلقت وعشت فيه،، هذا كل شيء! “.

 دعوة رسمية..حيرة وضغط

 ” قبيل مباراة لبنان مع كوريا الجنوبية ( ضمن تصفيات كأس العالم) تلقيت دعوة للعب ومع الضغط قبلت.

 ارتكبت خطأً في المباراة وقد تحدثت للمدرب قبلها أني مصاب إصابة بسيطة ولكني قادر على اللعب إن أردت ، لكنه قال لي أنت تكذب!

 إذًا مشكلتي بدأت قبل ثلاث سنوات…

 في المباراة التي تلتها ارسلت لهم صورة لكاحلي المصاب والمنتفخ وكان الورم كبيرًا،

 لم يكن مكسورًا ولكنه منتفخ ومصاب، و حصلت مشكلة بيننا في اتصال هاتفي.. علاقتي بالمدرب لم تكن جيدة طيلة الثلاث سنوات. ”

 التوتر مستمر.. والقرار بالرحيل

  ” العام الماضي كان هناك معسكراً بدأ في ٢٠ شباط وكانت مباراتنا في الاول من آذار ، كان هناك مباراة يوم ٢٥ مهمة لي، اتصلت بالمدرب وطلبت منه الإذن بأن ألتحق بالمعسكر بعد المباراة لأشارك في المباراة التحضيرية للمنتخب، وسألته ما اذا كان هناك إمكانية لذلك، وبعدها أرجع لفريقي، قال لا، يجب على الكل أن يتواجد من يوم ٢٠ شباط”.

 وأكمل:” فقلت له لو سمحت هذا الموسم مهم بالنسبة لي وانا لدي فريق آخر لأفكر به، اسمح لي التركيز على عملي معه والتحق بكم لاحقًا وسأكون سعيد معكم، قال لا!

 وهناك حصلت المشكلة وقلت لن ألتحق بالمنتخب طالما هو المدرب، وقد قلت ذلك لبعض الصحافيين”.

 العودة عن القرار.. وبعض من الندم..

 ” في تشرين الاول الماضي وقبل معسكر أستراليا، اتصل بي أحد لاعبي المنتخب السابقين، وتحدثنا مطولًا، وقد شرح لي أن الفريق أصبح أفضل والأمور تحلّت بالاحترافية أكثر، المدرب قد تطور ، ونحن نريدك معنا في بطولة كأس آسيا، وقد قلت وقتها نعم لم لا انا اريد اللعب للبنان ايضًا.

 لقد رفضت من قبل لكن لو الظروف جيدة سأشارك حتمًا، انا اريد التفكير في مسيرتي لا اريد ان اتعرض للإصابة وأريد ان ابقى مرتاح البال”.

 تذمر جماعي وأجواء غير ملائمة

 “أتيت وكل شيء كان جيدا، حتى المباراة الاخيرة امام أستراليا وهذه النقطة التي تحدث عنها القائد حسن معتوق، لم تعجبني طريقة اللعب وليس طريقة الخسارة ،

استراليا كانوا جيدين وتلاعبوا بنا لا يجب ان تدخل المباراة وانت تخاف الخسارة بل يجب ان تخوضها ساعيًا للفوز.. 

 إذا خسرت عالاقل يجب أن تكون أعطيت كل شيء، لا يجب ان تلعب بعشرة مدافعين وحارس، لا مشكلة إنه قرار المدرب.. قلت حسنًا”.

 وأضاف:”ذهبنا إلى معسكر البحرين وكان أسوأ معسكر شاركت به في حياتي! لا أقول هذا لأني محترف ولكن إسأل جميع اللاعبين أحدًا لم يكن سعيدًا هناك..

 نعلم أن الاتحاد ليس لديه المال الكافي لكننا تدربنا على أسوأ الملاعب، لم يكن البرنامج منظم، كنّا نأكل وجبة الساعة الواحدة بعد الظهر وبعد تسع ساعات نأكل مرة اخرى، هذه الامور ربما لا تعني شيئًا لبعض اللاعبين، كانوا يتصلوا بنا الساعة الحادية عشرة مساء على الغرف ليتأكدوا أننا فيها، انا عمري ٢٥ سنة لا احتاج مراقبة .

  كان هناك احد أعضاء الاتحاد لا اريد ذكر اسماء تعرض للاعب وأهانه على خطأ ما ، وقال له إذا فعلت ذلك مجددًا ستعود إلى لبنان ولن تلعب كرة القدم طوال حياتك.

 ربما هي أشياء عادية لأشخاص عاشوا في لبنان ، لكنها ليست عادية بالنسبة لي!

اذا عانيت من مشكلة ما لا أستطيع أن أسكت يجب أن أتكلم”.

 وأكمل:” لعبنا أمام البحرين والأمر نفسه، دائمًا ندافع ولم نسدد عالمرمى، سددت مرة واحدة فقط في الشوط الثاني.

شعرت بالإحباط جدًا، حتى انه خلال التمارين كانت تحدث أشياء عادية بين اللاعبين فقرر المدرب إنهاء التمرين. 

 كان لدي عطلتي السنوية، كل اللاعبين في أوروبا ما عدا انجلترا يذهبون لقضاء بعض الوقت مع عائلاتهم، لكنني أتيت للبحرين كي أستعد، لم آت إلى هنا كي يوقف المدرب التمرين لأن أحد اللاعبين احتك قليلًا بزميله ،، هذه الحالة هي أحد الأسباب التي جعلتني محبط وأكره الأمور”.

 معضلة كأس آسيا..

 ” أتينا إلى هنا ولعبنا أمام قطر أيضًا بشكل دفاعي بحت، سأتبع دائمًا تعليمات المدرب والطريقة التي يريدها، ولكن إذا نحن اللاعبين لدينا شيء يمكن أن نتحدث به مع المدرب، لمصلحتنا يجب ان نفعل ذلك.

 كنّا منذ أسبوع تقريبًا نحن اللاعبون نقول مع بعضنا يجب ان نتحدث مع المدرب لأن ما يحصل معنا ليس صحيحًا، لقد التقينا في اجتماع قبيل مباراتنا مع السعودية، تحدثنا كثيرًا، وعندما انتهى الاجتماع ذهبت للاعبين وقلت لهم تعالوا لنتحدث مع المدرب الان، لن نتعارك معه فقط نتحدث باحترام ونسأله اذا يستطيع تغيير بعض الامور الهجومية واللاعبين قالوا لا لن نتحدث لانه لن يسمعنا.

 فقررت أن أذهب وحدي ، اذا لا يريدون المجيء معي لا مشكلة سأتحدث بمفردي، ولكن لمصلحة الجميع لأن هذا سيفيد الفريق والبلد ككل لو أصلحنا بعض الأمور الهجومية.

 قلت له هل لديك دقيقتين لنتحدث قليلًا قال لي فورًا : لماذا كنت متوترًا أول ٢٠ دقيقة من المباراة؟ .. أجبته: سيدي أنا ألعب أمام أفضل اللاعبين في أوروبا، لن أتوتر من مباراة كهذه، لكن ليس لدينا حلولًا في خط الهجوم!

 إنه من الصعب للغاية اللعب بهذا الشكل! هل هناك إمكانية لتغيير شيء ما ? منظومتك الدفاعية قوية جدًا لكننا نفتقد للنزعة الهجومية!

 وهنا سأنقل لك ما قاله لي حرفيًا !!

” لتعمل هذه المنظومة بالشكل الصحيح يجب أن يكون لدينا أظهرة هجومية، ولكن كيف لك أن تلعب هجوم من الخلف بلاعبين في الدوري اللبناني؟!” 

 قلت له نحن لدينا في الفريق لاعبين جيدين، لدينا لاعبين بإمكانهم لعب كرة القدم لا يهم إن كانوا في الدوري اللبناني أو أي بلد اخر.

 لدينا لاعبين قادرين على اللعب، مثلما ندافع بإمكاننا أن نهاجم، لم يرد على ما قلته لكنه سألني كم تمريرة لعبت في مباراتك الاخيرة قلت له سيدي أنا أنفذ تعليماتك وتكتيكك!

 عندما أحصل على الكرة يأتي ٣ لاعبين حولي ولا يوجد أي دعم أمامي ! هلال لوحده ومعتوق أيضًا وحده! ليس لدينا دعم!

 فأجابني: ” اذا لا تستطيع اللعب بهذا الشكل الدفاعي ستكون على الاحتياط في مباراتنا مع السعودية”

 وقلت له هل تمازحني؟!

 أعتقد أن اللاعب شبريكو كان في المحيط وسمع كلامنا، كان ذلك قبل مباراة السعودية بيومين، قلت له انا أستطيع اللعب ٩٠ دقيقة كل المباريات اذا أردت لكننا نريد حلولًا هجومية.

 اعتقدت انه قال ذلك لأنه كان غاضبًا مني كوني تحدثت معه عن التكتيك، ذهبت للتمرين وكأن شيئًا لم يكن، فقال لي في غرفة الملابس تحضر ذهنيًا ستكون بديل وربما تدخل في الشوط الثاني ، فقلت له أنت استثنيتني ليس لان أدائي سيء ولا لأني مصاب بل انا بوضع جيد يسمح لي باللعب ٩٠ دقيقة.

 لقد استثناني لأني واجهته، وقتها لم اخذ الموضوع على أنه كرة قدم، لقد كان الأمر مختلفًا.

 لو كان تكلم معي وقال ان أدائي ليس جيدًا لذلك استبعدني لن تكون لدي أية مشكلة، لقد سمعت ذلك من قبل وكل اللاعبين مروا بهذه الظروف، لا مشكلة عندي في الجلوس على الدكة خاصة وأن في البطولات هناك مباريات أخرى ممكن أن العبها، وبالنسبة لي الفريق هو الأهم، لذلك انا لا اتعامل بأنانية ودائمًا ما أنفذ تعليمات المدرب ولا اتخطاها فقط لمصلحة الفريق، قلت له مجددًا انها مزحة!

 بعدها تمرنت وعرفت أنه وضعني على الدكة فتأكدت أنه كان جديًا بذلك، ذهبت للفندق وتحدثت مع أحد أفراد عائلتي الذي ينصحني دائمًا، وبالفعل عائلتي دائمًا تأخذ الامور من الجانبين وليس من جانبي فقط ، هم يقولوا لي دائمًا استرح قليلًا واتخذ القرار الصح، كلهم قالوا لي عن الموضوع أني على حق ايضًا، قلت لهم اني اخطط للحديث مع المدرب انه اذا هذا هو اسلوبه معي سأرجع الى فريقي وأتحضر لموسمي معهم، لانه اذا يريد وضعي على الدكة إذًا هو لا يحتاج لي ، اذا لا يريد ان يسمع مني في التدريبات او المباراة او بعدها، نعم انا اعلم اني يجب على احترام المدرب لكن ايضًا يحق لي ان اكون قادرًا على التحدث مه

كرة القدم ليست دكتاتورية!”. 

 ” هذه هي الرسالة التي أرسلتها للمدرب، لم أتحدث بالسوء في حياتي عن اللاعبين او عن فريقي، أحد الاشخاص من المعنيين نقل رسالتي على انها شتم للمنتخب والمدرب أخبر الكابتن حسن معتوق بذلك، وهذه هي صورة الرسالة.

 أنا لست غاضبًا من حسن معتوق على ما قاله ، كان من الممكن ان أوافقه لو أن الامور فعلًا كما بدت له.

إذًا هذه هي القصة، كنت محترمًا معه لكن هذه هي قصتي وانت ترى الحديث عني الان ، هذه الأفعال ستضر بمصلحة المنتخب وكرة القدم اللبنانية!”.