أثار قرار رئيس الوزراء سكوت موريسون ارسال مالكولم تيرنبل ليمثل الحكومة في قمة بالي للمناخ موجة عارمة من الانتقادات الحادة لرغبة موريسون المفاجئة.
ويرى العديد من النقاد ان اختيار مالكولم تيرنبل يتعارض مع المنطق، وهو مؤشر آخر لضعف رئيس الوزراء سكوت موريسون الذي لم يتمكن بعد من رسم صورة واضحة لسياسته.
كان العديد من النواب والاستراليين يتوقعون ان يقوم موريسون بالعودة عن قرار منح تيرنبل مبلغ 444 مليون دولار لمؤسسة «رعاية الحاجز المرجاني الكبير» التي تضم 6 أشخاص فقط والتي كانت عقيلة تيرنبل لوسي واحداً منهم، نظراً لعدم فعالية هذه المجموعة وعدم قدرتها على معالجة التدهور البيئي داخل الحاجز المرجاني الكبير، خاصة بعد ان وصف خبراء ان تخصيص هذه الاموال هو مجدر تبذير للمال العام… لكن موريسون لم يفعل ذلك.
وبدا موريسون ضعيفاً، بعد ان رفض مواجهة رئيس الوزراء السابق مالكولم تيرنبل ومحاسبته على مواقفه النافرة ضد مصلحة الحزب في الانتخابات الفرعية في مقعد وينتوورث.
مالكولم تيرنبل، سعى اولاً الى اختيار السفير السابق لدى اسرائيل ديف شارما، رغم ارادة الحزب باختيار مرشح آخر، ثم انقلب مرة أخرى ضد مصلحة الحزب ورفض الاعلان عن دعمه وتأييده لشارما.
واوعز الى ابنه أليكس للترويج لمرشح العمال، وقام بجمع الاموال لحملته الانتخابية علماً ان حزب العمال جيَّر الاصوات التفضيلية لصالح المرشحة المستقلة كارين فيليبس التي تمكنت من الإطاحة بحزب الاحرار في قلب معقلهم الذي احتفظوا بتمثيله طوال ما يقارب مئة عام.
وعوض ان يظهر سكوت موريسون روحاً قيادية ويحاسب تيرنبل على مواقفه السيئة من الحزب، اعلن انه غير قادر على حضور قمة بالي، وان الرئيس الاندونيسي اعلمه برغبة تيرنبل بحضور هذه القمة. لذا قرر موريسون منح تيرنبل وكالة جديدة لمتابعة خطة عمل طوال ثلاث سنوات على تدمير حزب الاحرار، وضرب أسسه التقليدية المحافظة، وقرب طروحاته من طروحات حزب العمال لدرجة ان حزب الاحرار فقد على الاثر تمايزه عن سائر الاحزاب.
وهكذا اظهر موريسون، مرة اخرى انه غير قادر على قيادة حزب الإئتلاف.
دعنا نذكِّر سكوت موريسون ان استراليا وشعبها يرغبون برؤية رئيس وزراء يتمتع بشخصية قيادية ورؤية واضحة لمستقبل استراليا، يعبر عنها في برنامج سياسي واضح وصريح.
ولنذكره مرة اخرى ان استراليا لا ترغب بتبذير اموال دافعي الضرائب على برامج تضعها الامم المتحدة للحد من الانبعاثات الحرارية، علماً ان مجموع الانبعاثات التي تنتجها استراليا لا تزيد على 1.8% من مستوى الانبعاثات الحرارية في العالم. وكان من الأجرى ان يسحب موريسون استراليا من اتفاقية باريس ويوفر المليارات من الدولارات التي لو جرى انفاقها في الداخل، على المزارعين والانتاج الاولي وخلق فرص عمل جديدة، لساهم هذا المبلغ تقدم استراليا والتخفيف من اعباء الحياة على الفئات الكادحة التي تجد صعوبة في تسديد فواتير الكهرباء.
الشعب الاسترالي، يا حضرة رئيس الوزراء يرغب برؤية الحكومة تعيد انفاق ما تجمعه من ضرائب بالغة في مكافحة الجفاف وفي قطاع الطاقة، لخفض فاتورة الكهرباء. انهم يفضلون انفاق اموالهم في التربية والصحة وتعميم الثقافة وفرض الامن والقانون.
لا يعنيهم ان كانت الامم المتحدة راضية عن عمل الحكومة، لان رأي الشعب هو الاهم، ولا يعنيهم ما توصي به الدول الكبرى الحليفة لان هذه الدول تعمل وفق مصالحها. فلماذا ترغب الحكومات الاسترالية بارضاء اصحاب القرار في الخارج وعدم تلبية الحاجات الاجتماعية والاقتصادية والامنية في الداخل.
سيد موريسون، انك تخطئ مراراً وتكراراً. لقد جيئ بك لتقويم الامور وتحسين صورة الإئتلاف التي ألغاه مالكولم تيرنبل ومسح كل التمايزات المواصفات الخاصة بحزب الاحرار.
بعد استقالته، اعلن مالكولم تيرنبل عن استقالته من العمل السياسي، ووقف جانباً عندما كان الحزب بأشد الحاجة لموقف داعم من قبله, فلماذا تريد اعادته الى العمل السياسي من البوابة الخارجية..؟
سؤال يطرحه معظم الاستراليين الذين استبشروا خيراً من تسلمك قيادة الحكومة.
بدأنا الآن نعيد الحسابات، ربما زرعك مالكولم تيرنبل كحصان طروادة للقضاء على حزب الاحرار وتسليم البلاد لحزب العمال والخضر الذين يأتمران بالكامل للارادة الدولية، وفقدا كل ارتباط مع استراليا «البلد السعيد» وبلد الفرص الذي يأمل العيش على ارض ملايين الناس. نعم سيد موريسون، لقد أخطأت مجدداً، وعليك ان تثبت انك زعيم قادر ومستقل يتخذ القرارات التي تلائم المصلحة العامة للحزب وللشعب في استراليا.
مكافأة يوضاس على خيانته المتكررة لا تعكس مشاعر الرحمة او النظرة السياسية الصائبة. انها خطيئة مميتة بحقك وبحق حزب الاحرار والارادة الشعبية في استراليا.
والعودة عن الخطأ فضيلة..