بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

الفأر يخاف من القطة، والقطة تخاف من الكلب والكلب يخاف من الرجل، والرجل يخاف من المرأة، والمرأة تخاف من الفأر.

طبعاً ، كلنا سمعنا هذا الكلام على امتداد سنوات.

هذه المرّة تشهد روسيا مشهداً مماثلاً:  مجلس الدوما يخاف من المتظاهرين، المتظاهرون يخافون من بوتين، وبوتين يخاف من النساء.

كيف؟ فالرجل يعاني من الصراع من مؤسسة «بوسي رايون» النسائية ، التي تقلق اقوى رجل في العالم اليوم. فنساء هذه الفرقة يخضعن للمحاكمة في موسكو بعدما ضاق النظام بهن ذرعاً، فهن «حاضرات ناضرات» ومعارضات جريئات يظهرن في كل المناسبات وفي كل الاماكن «غب الطلب»،  وتأسيس جمعيتهن سنة 2012 نظمن احتجاجات ضد بوتين وقمن باستعراضات في الشوارع والساحات العامة والباصات الكهربائية وعلى ادراج مترو الإنفاق، وفي الكنائس اثناء الصلوات وفي ملاعب كرة القدم، وآخر ما قمن به هو اقتحام ثلاث نساء منهن يرتدين ملابس الشرطة ملعب نهائي المونديال في موسكو 2018 ما تسبّب في ايقاف مباراة فرنسا وكرواتيا لفترة دقيقة.

وفي احدى المرات دخل خمسة افراد من الفرقة كاتدرائية «السيد المخلص» في موسكو وأدّين اغنية تنتقد بوتين وتطلب من السيدة العذراء ان تخلصهن منه.

نساء الفرقة مستمرات في معارضة بوتين رغم سجن الكثيرات منهن، ووصلت احتجاجاتهن الى  ترامب حيث اطلقت عضوات الفرقة اغنية بعنوان : «لا تتغابى يا ترامب ولا تكن احمق؟!».

فلاديمير بوتين الذي يصارع الأسود والتماسيح ويسبح في المياه االمتجمّدة ويقهر كل معارضيه الرجال، عاجز عن اسكات جماعة «بوسي رايون» اللواتي يلقين المزيد من العطف حتى ان ارملة جون لينون في نيويورك قدمت جائزة نوبل التي حصل عليها زوجها الى اعضاء هذه الفرقة؟!

مسكين فلاديمير!