خطرت فكرة لدى رجل أعمال لبناني ، وهي تصدير القنابل الصوتية التي تصدر عن منابر السياسيين الى حكومات وبرلمانات العالم عير وضهعا على “سي دي” مغلّفة وتصديرها غبّ الطلب، حتى إذا أراد السياسيون في هذه الدول أن يوهموا مواطنيهم أو يكذبوا عليهم فما عليهم إلّا أن يقلّدوا السياسيين اللبنانيين.
وإذا فشلنا حتى اليوم بتصدير أي بضاعة جيّدة فبإمكاننا أن نصدّر الكذب خاصة وأن السوق العربية ستبدأ فوراً بتسجيل طلبيات لتوزيعها على وزرائها ونوابها لأن العرب استنفدوا كل أنواع الكذب، ولأن في الكذب اللبناني إبداع حيث يتم «تبليع» الكذبة بنكهة البهارات اللبنانية المحبّبة لنضيف الى الكبّة والتبولة صحن الكذب اللبناني!.
حتى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تجاوزنا باللياقة والديبلوماسية. ففي العرض العسكري الذي أجراه يوم الأحد طغت عليه بالونات ملونة وكانت الزهور السمة المميزة للعرض الذي غابت عنه الصواريخ طويلة المدى نظمته كوريا الشمالية بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيسها.
و العرض العسكري ركز على السلام والتنمية الاقتصادية ومر فيه عشرات الآلاف من الجنود بخطوة عسكرية منتظمة إضافة إلى طوابير من الدبابات أمام المنصة لتحية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وعلى عكس السنوات السابقة لم تظهر في العرض صواريخ عابرة للقارات. ولم تجر اختبارات نووية بمناسبة هذا اليوم مثلما حدث في السنتين الأخيرتين.
نعم ، مجنون العالم أصبح عاقلاً وتخلّى عن الصواريخ النووية لمصلحة الزهور ، وزعماء لبنان يستعيدون القاذفات وتعابير الزمن الأسود ليعالجوا قضايا النفايات والتلوث والكهرباء والإضرابات والتظاهرات شبه اليومية لكل قطاعات الموظفين والعمال.
أمس كنا نسخر من كيم وبتنا اليوم نحسده.