كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

حسناً فعل رئيس الوزراء سكوت موريسون حين نبّه السلطات الأمنية في فيكتوريا الى ثغرةٍ ما موجودة في ظلّ العجز عن ضبط المتفلتين من القانون ومثيري الشغب، وآخر هذه المشاهد كان في منطقة كولينغوود في نهاية الاسبوع حين وقعت مواجهة على حدّ تعبير بيان الشرطة «بين مجموعة من الشبان الافريقيين ومجموعة من جزر المحيط الهادي».

وللأسف لم نكن بحاجة الى كلمة «افريقيين» ولا الى كلمة «جزر المحيط الهادي» لأن الجريمة لا لون ولا عرق لها.. فهناك افريقيون كثر في نيو ساوث ويلز وغرب استراليا ولهم تجمعاتهم الكبرى ولا يحصل في اوساطهم ما يحصل في فيكتوريا، وينسحب الأمر ايضاً على الآتين من جزر المحيط الهادي، إذ تضيق بهم كل المدن الاسترالية تقريباً ولم نسمع عنهم ما نسمعه اليوم في فيكتوريا.

منذ سنتين ونصف ونحن نشاهد عبر نشرات الأخبار التلفزيونية ونسمع في الاذاعات ونقرأ في الصحف عن ظاهرة يسميها الاعلام الاسترالي «السودانيون في ملبورن».! في الواقع يجب الاقلاع عن الحديث عن النتيجة لنتوجه الى الأسباب:

ماذا فعلت الدوائر الأمنية في فيكتوريا لمعالجة مشهد يتكرر  منذ ثلاث سنوات، ولماذا لم يتحرك الاعلام  «المسؤول» لتوجيه البوصلة الى مكان آخر، الى المسؤولية المدنية والاجتماعية والامنية بدل تسليط الضوء فقط على نزول هؤلاء الشبان الى الشوارع.

لا احد يعفي المرتكبين من الخطأ ولا مَن يتجاوز القانون، ولكن علينا ان ننظر بعينين اثنتين الى احداث ملبورن وليس فقط بعين الاعلام «المنحاز» لأن المشهد الفيكتوري يدعو الى القلق.