سلطت النجمة السينمائية الاسترالية، الحائزة على جائزة الأوسكار، كايت بلانشيت، الأضواء على أوضاع لاجئي الروهنغيا الذين فروا الى بنغلاديش هربًا من بطش الجيش والميليشيات البوذية بميانمار، مطالبة بتحرك أممي لمساعدتهم.

جاء ذلك خلال مشاركة بلانشيت، سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية شؤون اللاجئين، مساء أمس الأول الثلاثاء، في جلسة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة أزمة لاجئي الروهنغيا، في بنغلاديش.

وتحدثت الممثلة في إفادتها عن زيارتها التي أجرتها بمارس/آذار الماضي بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة، الى مخيمات ?كوكس بازار? في بنغلاديش، حيث يوجد لاجئو الروهنغيا، ولقائها فتاة في الـ18 عمرها، أطلقت عليها اسم ليلى كيلا تكشف عن هويتها الحقيقية.

وقالت الممثلة الاسترالية ?رأيت أطفالي في أعين كل طفل لاجئ، ورأيت نفسي في أعين كل أب وأم. وتساءلت كيف تتحمل أي أم رؤية طفلها يلقى في النار ؟!?.

وأضافت ?كانت ليلى واحدة من 720 ألف لاجئ روهنغي بدون جنسية فروا من العنف في ولاية راخين(أراكان) في ميانمار?.

وتابعت ?فرت ليلى من قريتها المحترقة مع ابنها الرضيع يوسف. وفيما كانت تحتضن رضيعها بين ذراعيها، وصفت لي كيف أخذ أناس زوجها قسرا من قريتها وأنها لم تسمع أي شيء عنه منذ ذلك الحين?.

واستطردت ?وذكرت لي كيف عاد نفس هؤلاء الناس بعد خمسة أيام ليضرموا النيران في منزلها ويجبروها على الفرار وحيدة مع طفلها. رأت عمها يقتل بيد أناس مسلحين بالسكاكين?.

وأوضحت أن ليلى ?اختبأت هي وطفلها في غابة لشهور، أبقاهما على قيد الحياة النباتات والأشجار. قصتها المروعة انتهت في بنغلاديش حيث تستمر معاناتها. استضافتهما أسرة لاجئة وشاطرت معهما المأوى الصغير المكتظ?.

وقالت بلانشيت إن ?تجارب وحكايات اللاجئين الروهنغيا ستظل معي إلى الأبد?.

وتابعت ?ولهذا السبب أرغب في ضرورة عمل مجلس الأمن الدولي المعني بتحقيق الأمن والسلام الدولي، من أجل حل هذه الأزمة?

وشكرت بلانشيت أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لإعطاء صوت للروهنغيا على مدى أكثر من عقد من الزمن، منذ أن كان مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين.

وفيما يعمل مجلس الأمن والأمم المتحدة مع حكومة ميانمار لحل الوضع، شددت بلانشيت على ضرورة بذل الجهود العاجلة لمساعدة الروهنغيا في بنغلاديش.

في السياق ذاته،  أوضحت بلانشيت، أن ما يحدث في أراكان هي ليس أول موجة عنف، مشيرة أن ?هذا الظلم مستمر منذ آخر 4 عقود?.

ولفتت أن أعداد مسلمي أراكان الذين اضطروا للخروج من ميانماربسبب العنف، أكثر بكثير من أعداد الموجودين بالداخل.

وأشارت أن بنغلاديش لا يمكنها تأمين سوى 33 في المئة من المساعدات الإنسانية التي يحتاجها مسلمو أراكان، مضيفة ?وهذا الوضع مخجل أكثر من كونه مثيرًا للدهشة، فعلينا أن نتكاتف لنقدم الأفضل?.

كما أوضحت أن مسلمي أراكان يرغبون في الحصول على جنسية من أجل العودة إلى ديارهم، متابعة ?يجب أن يعلموا إلى أية جهة يتبعون، لذلك الجنسية أمر أساسي?.

وأسفرت الجرائم المستمرة بحق الروهنغيا منذ سنوات، عن لجوء نحو 826 ألفًا إلى بنغلادش، بينهم 656 ألفًا فروا منذ 25 أغسطس / آب 2017، وفق الأمم المتحدة.