كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

سنة 1973 وهي احدى السنوات الذهبية من تارخ لبنان وكانت بطولة الكرة الطائرة من اهم البطولات الرياضية، وكان في بلدتي فريق هو فريق «نادي الشباب المتحد – الجية» غالباً ما يصل الى نهائيات بطولة الدرجة الثانية في لبنان.

وكنا نرافق الفريق في جولاته ومبارياته الى كل المناطق اللبناني وفي كل المحافظات. وفي احدى المرّات كان الفريق على موعد مع فريق آخر في البلدة المجاورة – ضهر المغارة – توجهنا عند المساء لنناصر «الشباب المتحد» ولم يكن في ذلك الوقت كراسي للجلوس كما في معظم البلدات اللبنانية آنذاك، وغالباً ما كانت الملاعب تقام على احد الجلول الزراعية السابقة بعد تمهيدها، وكان المتفرّجون يجلسون على حيطان الجلول الزراعية المبنية من حجارة غير متناسقة.

وصادف ان جلس بقربي شخص يشجع الفريق الآخر وفي يديه كيس من الفستق، يتسلّى به اثناء المبارة، وفجأة صرخ هذا المتفرّج وقال : «وقعت»، قلت «ماذا»؟ قال «حبّة الفستق» .. وطلب مني ان اقف واغيّر مكاني، لأن حبّة الفستق وقعت بين حجرين واحدهما كنت اجلس عليه حاول المتفرّج ان يجد حبة الفستق فنزع حجرين من مكانهما، لكنها وقعت الى اسفل فاضطرّ ان ينزع حجرين آخرين، ولدى محاولته التقاط الحبّة سقطت مجدّداً الى اسفل وانتزع صاحبنا حجرين ايضاً.. وبقيت الحبة تسقط وبقي هو ينزع الحجارة الى ان هدم الحائط بالكامل من اجل حبّة الفستق..

انهم يهدمون لبنان اليوم من اجل حقيبة وزارية.

ملاحظة: القصة حقيقية حصلت في التاريخ اعلاه وانا كنت شاهداً عليها.