كمال براكس

انني اشكر كل من زرع حبة قمح في حقل ادبي علمي او فني، وارجو الخير لمن اخمد عطش نفسي برشقة ماء في صحراء نضالي، واهدي اصدق تمنياتي الى كرام الاخلاق الذين كانوا ولا يزالون نور المروءة في طريقي المظلمة.

نفسي يا نفسي – لك الحق ان تتألمي لقوانين  الأمم المتحدة السرابية ولقوانين العالم اجمع وحقوق الانسان، التي تغمض عينيها مسامحة راضية عن سيول الدماء التي يسفحها الأقوياء والخونة في ميادين الحروب.

نفسي يا نفسي، على بلاد ترفع بعض صعاليك السياسة الى ذروة المجد والفخر، بينما هي ترمي جبابرة الأدب والفكر والعلم الى مهاوي السخرية والاستهتار.

لقد محا اكثر الناس كلمة المحبة من صفحات قلوبهم، وكتبوا بدلاً منها كلمة البغض بأحرف من نار، وقلم مرهف الحد كسيف القاتل.

نفسي يا نفسي، لك الحق ان تتألمي من حياة بين فئة القساة ، دينهم التصنّع والرياء، وصلاتهم شتم الابرياء، لك الحق ان تلومي بلاداً اكثر اغنياتها يشيدون القصور في دنيا الفناء، ولا يبنون كوخاً صغيراً في مضمار الحق والفضيلة والشهامة، ان زؤان وحصى اعمال البشر، اكثر من قمحهم وجواهرهم في معرض الحياة.

نفسي يا نفسي، اكثرية الناس اعداء حاملي المشاعل المنيرة، يحترمون مهربي المخدرات، ومنافقي السياسة، ويدفنون المال الوفير الى بنات الهوى، ولكن كنت اجيبك قائلاً: مهما رشقني المفسدون بسهام الحسد، ومزّق القساة صدري بأشواك البغض، فأنا سأظل مجاهداً في معركة الأدب.

نفسي يا نفسي – كم من صديق هدم اركان المودة، ونسيب داس ازهار المحبة، ورفيق طعن صدر الشهامة، وإن فئة الظالمين في الحياة، هم اكثر عدداً من نجوم السماء في الليل. وإن دم الشهداء او المراقة والمترقرقة على الارض وهي تغمغم. اننا ابرياء. اننا ابرياء. ولكن لا من سميع ولا من مجيب.

ربي وخالقي – كن عوني ونصيري، ضد موبقات الأشرار ولصوصية المنافقين، واعطني سيف الصبر والمقدرة، مستمداً منك نبراس الأمل، في ظلام الخيبة واليأس، وغذاء الروح في مراحل حياتي المؤلمة، بينما انت تعلم يا راحم الراحمين، ان نفسي دائمة السجود في هيكل الحق ولا ترضى ان تكون غيمة الشؤم والضرر في سماء الآخرين، ولا تحب ان تصبح طريق الضلال واللؤم لكل عابر سبيل، بل انها تتوخي منك ان تجعلها شعلة ملتهبة تنير ولا تحرق. ووردة فوّاحة الأريج خالية من الاشواك في خميلة الحياة.

نفسي يا نفسي، فهذا يختلس مال الدولة، وذاك يهضم حقوق اخيه الفقير الضعيف، وذلك يبيع كرامته وانسانيته، الى تجار الفساد والشر في اوكار الخيانة سعياً وراء الدولار الاميركي الملعون.

اخيراً اقدم كتابي هذا الى نبيل العاطفة السامي الشعور الذي يحترم جواهر الفكر، وينير مشاعل العبقرية، وينعش ازهار الأدب، وليس الى متصلّب الضمير ومتغطرس الفكر. اقدم كتابي هذا الى غني الروح، الشريف المبدأ الذي يتدفق خيراً وليس الى فقير النفس الساجد امام سلطان الدولار الذي يدفن كرامته الانسانية في قبر البغض والحسد، لأن اشواك الذم والحقد التي يزرعها المفسدون في حديقة الأدباء، لا تخنق مطلقاً اريج الورود العطري المتصاعد الى سماء الخلود الابدي السرمدي.

https://sides.google.com//KamalBracks