بدا أمس الاول ان ملف التهدئة بين “حماس” وإسرائيل مفتوح على كل الاحتمالات. فما أن صرح قيادي في الحركة بأن محادثات الوساطة بلغت “مرحلة متقدمة”، حتى وقع تصعيد متبادل بين إسرائيل و”حماس” أربك مساعي التهدئة ووضعها في مهب الريح، في وقت أعلن المكتب السياسي لـ “حماس” أن الحركة لن تدفع أي ثمن سياسي مقابل رفع الحصار الإسرائيلي، مبدياً الاستعداد للتفاوض على صفقة تبادل أسرى مع اسرائيل عبر طرف ثالث. على خط موازٍ، اجتمع الرئيس محمود عباس مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في عمان.
وبدأ التدهور أمس الاول بمقتل فلسطينيين بقصف إسرائيلي، أعقبه مساء أمس الاول إطلاق 8 قذائف من قطاع غزة استهدفت سديروت جنوب إسرائيل، في ما يعتقد انه مسعى من “حماس” لتثبيت معادلة “القصف مقابل القصف، والدم مقابل الدم”. وما لبث الجيش الاسرائيلي أن قصف مواقع لـ “حماس”.
يأتي هذا التصعيد بعد وقت قصير من إعلان المكتب السياسي لـ “حماس” في بيان، عقب سلسلة اجتماعات بحضور أعضائه من الخارج في غزة، أنه يتعامل مع “الجهود المبذولة من كل الأطراف المعنية بعقل وقلب مفتوحين، اعتباراً لمصالح شعبنا، وحرصاً على إنهاء الحصار الظالم… ونؤكد أنه لا أثمان سياسية لذلك، ولا تنازل عن حقنا في سلاحنا ومقاومتنا، والوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة (الغربية) والقطاع”. كما أكد “استمرار شعبنا في مسيرات العودة وتطويرها حتى تحقق أهدافها، وفي المقدمة منها كسر الحصار”. وأشار الى أن “وفد الحركة الذي توجه إلى القاهرة أمس “حمل رؤية الحركة النابعة من الرؤية الوطنية الجامعة، التي تسعى إلى تحقيق مصالحة حقيقية ووحدة وطنية قائمة على الشراكة الكاملة في بناء النظام السياسي والمؤسسات الوطنية وإنجاز برنامج وطني مشترك”. وأكد أنه “جاهز للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة تبادل أسرى مشرفة”.