قبل أيام من فرض واشنطن حزمة أولى من العقوبات الجديدة على طهران، استدعى مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الرئيس حسن روحاني لاستجوابه في شأن انهيار الريال والصعوبات الاقتصادية، كما طالبه النواب بتبديل معظم وزرائه. تزامن ذلك مع مؤشرات الى هلع لدى الإيرانيين، إذ هرع بعضهم للتسوّق، خشية فقدان سلع أساسية، فيما شهدت تظاهرات صدامات بين محتجين وقوات أمن.
وفي سياق التوتر المتصاعد نتيجة تهديدات ايران بمنع تصدير نفط من المنطقة إذا مُنعت من التصدير، أعلن وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي أن لدى دول الخليج خططاً جاهزة للطوارئ في حال إغلاق مضيق هرمز.
في الوقت ذاته، حضّ حسام الدين آشنا، مستشار روحاني، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وقف “حرب اقتصادية” يشنّها على بلاده، قبل أن يطلب عقد قمة مع نظيره الإيراني “من دون شروط”. وكتب على “تويتر”، مخاطباً الأميركيين: “أشعلتم حرباً اقتصادية ضدنا، بفرضكم عقوبات. أوقفوا هذه الحرب أولاً، ثم اطلبوا التفاوض. من دون شروط تعني من دون عقوبات”.
وكان ترامب تحدث عن “شعور بأن (الإيرانيين) سيتحدثون إلينا في وقت قريب جداً، أو ربما لا، ولا بأس بذلك أيضاً”. وأضاف: “آمل بأن تسير الأمور في شكل جيد بالنسبة الى إيران. لديهم مشكلات كثيرة الآن”.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن ترامب “يقوم مجدداً بما فعله مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية: يهاجم، يتخذ إجراءات صارمة وبعدها يقترح اجراء محادثات”. لكن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي رأى في عرض ترامب “طوق نجاة” بالنسبة الى “نظام على وشك انهيار”.
في غضون ذلك، شهد سوق البازار الكبير في طهران حركة نشطة لمتسوقين هرعوا لشراء سلع، قبل فرض الحزمة الأولى من العقوبات الأميركية الاثنين المقبل. وقال مالك متجر للأدوات المنزلية: “الأعمال ناشطة جداً هذه الأيام، الناس قلقون من انهم إذا لم يشتروا سلعاً الآن، لن تكون متوافرة لاحقاً”. ولفت إلى ان بائعي الجملة والمستوردين يرفضون تأمين سلع جديدة، ويفضّلون أن تبقى في المخازن، الى أن يتضّح حجم الأزمة الاقتصادية، لا سيّما مع انهيار الريال الذي خسر ثلثَي قيمته منذ مطلع السنة.
وتظاهر إيرانيون لليوم الثاني في مدن، بينها أصفهان وكرج ورشت وشيراز، احتجاجاً على تراجع العملة المحلية وتدهور الوضع المعيشي. وأطلقت قوات الأمن غازاً مسيلاً للدموع على متظاهرين قطعوا طريقاً وأحرقوا إطارات سيارات. وهتف محتجون في كرج: “ماذا حصل لأموالنا؟ أُنفِقت على الباسيج”.
وللمرة الأولى منذ انتخابه عام 2013، استدعى البرلمان روحاني لاستجوابه في شأن 5 محاور، هي “فشل الحكومة في السيطرة على أسعار السلع والعملة الأجنبية” و”استمرار العقوبات المصرفية” و”عدم اتخاذ الحكومة إجراءات مناسبة لخفض البطالة” و”الانكماش الاقتصادي لسنوات” و”الانخفاض الحاد في قيمة العملة الوطنية أمام العملة الأجنبية”.