في اليوم السابع لمسيرات الغضب في العراق، لم تتوقف وتيرة الاحتجاجات في مدن الجنوب على رغم نشر أعداد كبيرة من القوات الأمنية للحفاظ على الأمن العام، فيما تواترت معلومات عن مقتل متظاهرين على أيدي فصائل مسلحة مقربة من ايران في مدينة النجف.

وفيما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي القوى الأمنية الى ان تكون مستعدة متهماً جهات “تخريبية” لم يسمِها بمحاولة “ارجاع البلد إلى وراء”، أكد محافظ البصرة أن حكومته لا تعرف مع مَن تتفاوض بعد تعدد الجماعات الغاضبة.

وتجددت في محافظة البصرة التي انطلقت منها المسيرات موجة العنف، إذ اقتحم متظاهرون موقع البرجسية النفطي، وسط اشتباكات مع القوات المكلفة حمايته، فيما استمر إغلاق كل مواقع الشركات النفطية بالاضافة الى الدوائر الرئيسية التابعة للدولة.

واتسعت التظاهرات أمس في محافظات السماوة وكربلاء والنجف، وشهدت حرق مقرات معظم الأحزاب السياسية، وضمنها حزب “الدعوة” وتيار الحكمة و “عصائب اهل الحق” و “منظمة بدر”، وأفيد في النجف عن مقتل متظاهر في مواجهة مع عناصر من “منظمة بدر” خلال محاولة حرق مقرها، فيما اقتحم متظاهرون مبنى الحكومة المحلية في كربلاء وأغلقوه. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى مقتل 6 متظاهرين وجرح 40 آخرين في اشتباكات معظمها مع عناصر أحزاب وميليشيات في جنوب العراق.

ونقل التلفزيون الرسمي عن العبادي قوله: “الدولة عندما تستجيب المواطنين فتلك قوة وليست ضعفاً”. ولفت الى أن “التظاهر السلمي حق للمواطن ولكن اخراج التظاهرات عن مساراتها يمثل محاولة لإرجاع البلد الى وراء”. وأضاف: “العراقيون لا يقبلون بالفوضى وبالاعتداء على القوات الأمنية”، ومن يقوم بهذا الأمر أشخاص مخربون يستغلون مطالب المواطنين لإحداث ضرر”. ودعا العبادي الأجهزة الأمنية إلى أن “تكون مستعدة”، وأكد “أهمية العمل الأمني والاستخباراتي”.

وزاد: “وجهنا الأجهزة الأمنية بعدم استخدام السلاح في مواجهة المواطنين غير المسلحين، وجهات من الجريمة المنظمة مهيأة لإحداث فوضى”.

وكان العبادي أمر بافتتاح مطار النجف بعد إغلاقه يومين، إثر اقتحامه من المتظاهرين، فيما علق معظم شركات الطيران رحلاته الى مطاري البصرة والنجف.

وقال محافظ البصرة اسعد العيداني في اتصال : “التقيت المتظاهرين وتسلمت منهم 24 مطلباً، ووعدنا بتنفيذها في مقابل تعهدهم عدم تنظيم تظاهرات امام الدوائر الحكومية، لكن ذلك لم يتم، إذ شهد الصباح (امس الاول ) تظاهرات امام مبنى المحافظة، وعدد من المؤسسات”.

وأضاف أن “التظاهرات يقودها أشخاص غير الذين اتفق معهم على التهدئة، وادعوا انهم غير ملزمين بأي اتفاق مع اي شخصية اخرى” .