وسط اتهامات لإيران بالتورط بتحريك المتظاهرين في العراق، امتدت أمس  الاول التظاهرات التي انطلقت من محافظة البصرة الجمعة، لتشمل معظم مدن الجنوب وتشهد مواجهات أدت إلى مقتل متظاهرَين، فيما ردت الحكومة العراقية بقطع خدمة الإنترنت ووضع القوات الأمنية في حال إنذار.

وقتل شخصان وجرح آخرون من المتظاهرين بعد مواجهات مسلحة رافقت تمدد التظاهرات ليل الجمعة? السبت لتتسع من البصرة إلى مدن الناصرية وميسان والديوانية والنجف وبابل وواسط، حيث أحرق المتظاهرون مقرات حزبية ومنازل المحافظين، في حين أقدم آخرون على قطع الطريق إلى الحدود الدولية العراقية مع الكويت وإيران، بعدما اقتحموا مطار النجف.

وسادت أجواء من الارتباك الأوساطَ الحزبية والسياسية العراقية أمس، بسبب عدم القدرة على تحديد قيادات واضحة للمتظاهرين، ولم تتوقف محاولات لعقد اجتماعات مع زعماء العشائر من أجل وقف التظاهرات.

وانطلقت تساؤلات حول خريطة المؤسسات التي استهدفها المتظاهرون، وهي خريطة مختلفة عن التظاهرات السابقة، إذ شملت شركات نفطية وموانئ الجنوب والمنافذ الحدودية والمطارات، بالإضافة إلى منازل المسؤولين المحليين والمحافظين.

وقال عدد من الناشطين في التظاهرات، إن ليس هناك تنسيق بين الجماعات المتظاهرة في المدن، وإن كل مسيرة اختارت أهدافها، وهدف التركيز على المصالح الرئيسية كما يبدو هو إحراج الحكومة وإجبارها على اتخاذ إجراءات.

ومع إقرار الحكومة في اجتماع للأمن الوطني إجراءات لمواجهة توسع التظاهرات، تضمنت نشر قوات لحماية المنشآت الرسمية، وقطع شبكة الإنترنت لمنع الاتصالات بين المتظاهرين، وتوجيه أوامر لمواجهة مَن أطلقت عليهم «المندسين في صفوف المتظاهرين» الذين يوسعون دائرة الحرق والتخريب، بدا حجم التظاهر لا يتوقف ويبدأ مساء حتى الفجر، كما حدث في النجف أمس.

وتكشف قيادات أمنية أن القلق بلغ ذروته مع انتشار دعوات إلى تظاهرة كبرى في بغداد ليل أمس.

ومع غياب الاتصالات بين القيادات الأمنية ومنظمي التظاهرات، كما كانت الحال في مسيرات التيار الصدري والقوى المدنية، فإن القيادات الأمنية لا تعرف «مَن تواجه».

وعلى رغم اتهامات بتورط إيران عبر عدد من أنصارها في العراق بتحريك التظاهرات، انطلقت مواجهات في النجف أول من أمس، بين متظاهرين وعناصر من «عصائب أهل الحق» المجموعة المسلّحة المقربة من إيران، على خلفية مهاجمة متظاهرين مقرها.

وكان وفد يمثل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وصل البصرة صباح أمس، لتسلم مطالب المتظاهرين، الأمر الذي أثار انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي لما اعتبر محاولة من الأحزاب لـ «ركوب موجة التظاهرات».