كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
تحمّلَ اللبناني الجوع وتحمّلَ البرد وتحمّل العتمة، لكنه لا يستطيع ان يتحمّل وجود اولاده بلا مدارس، كما حصل الاسبوع الماضي في مدرسة المقاصد الاسلامية في بيروت ممّا استنفر رئاسة الحكومة ودار الفتوى وكل فاعليات بيروت، بالإضافة الى مدارس خاصة كثيرة اعلنت عزمها على الإقفال العام المقبل بسبب “ضيق الحال”.
وفي خبر مأساوي موازٍ اعلنت الصالات اللبنانية عن إلغاء ثلثي اعراس لبنان بسبب سياسة الإسكان الجديدة، فطارت الاحلام لدى الشباب وتحوّلت الى كوابيس.
وقبل ذلك بيومين تمّ الاعلان عن ان هناك ثلاثين الف موظف يتقاضون معاشاتهم ولا يعملون.. زد على ذلك ان نسبة البطالة في لبنان تجاوزت 35 بالمئة و”الحبل على الجرّار”.
والأدهى انه من اصل 30 الف متخرّج جامعي، هناك ثلاثة آلاف فقط يجدون عملاً والآخرون يقرعون ابواب السفارات.
وبعد، هل علمتم ان المزارعين اللبنانيين تحوّلوا الى حراس حدود ليمنعوا دخول الخضار والفاكهة التي تزاحمهم وتحرمهم لقمة عيشهم في ظلّ غياب تدابير رسمية تحمي المزارعين.
وهل تعلمون انه في الأشهر السبعة الأخيرة لم يبق قطاع وسلك في لبنان إلاّ ونزل الى الشارع: العسكر المتقاعدون، القضاء، الأساتذة المتعاقدون، اصحاب الاملاك، المستأجرون، المياومون في الكهرباء، انصار البيئة، المطالبون بحق منح الجنسية لأبناء الأم اللبنانية.. حتى السيريلانكيات والاثيوبيات والفيليبينيات والبنغاليات تظاهرن منذ اسبوعين لأنهن يجدن انفسهم مغبونات، وختاماً، هل تعلمون ان مساحة تسعين بالمئة من الاعلام اللبناني المقروء والمسموع والمرئي هي عن الكباش الحكومي والحصص والحقائب؟؟ فهل يعيش هؤلاء السياسيون في وطنٍ واحد مع المتظاهرين؟؟.