بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

يبدو ان السياسة في لبنان لا تستقيم إِلَّا  بنكهة الفساد، وما نراه اليوم من صراع حول مرسوم التجنيس ومرسوم القناصل الفخريين ليس سوى نقطة في بحر الصفقات التي تحصل دون أن يعلم بها المواطن..
يقول النائب ابراهيم كنعان في لقاء تلفزيوني “: وَلَووو منذ سنة ١٩٩٤ حتى اليوم صدر أكثر من ١٥٠ مرسوماً ومرَّت ولا أحد يعرف مضمونها، فلماذا كل هذا الضجيج اليوم على مرسوم التجنيس الجديد”؟.
هذا الكلام من رئيس لجنة المال والموازنة في المجلس النيابي يقطع الشك باليقين بأن البلد يعيش على صفيح من الفساد عن سابق تصوّر وتصميم وأنّ هناك شبكة ممسكة برقاب اللبنانيين تقرر وتشرّع وتنفّذ ، والمواطن هو آخر من يعلم، هذا إذا تركوه يعلم!.
والسؤال:” لماذا لم تُفضح مراسيم الماضي وهي مراسيم الغفلة، ليتمّ اليوم افتضاح مرسوم التجنيس الجديد؟..
على اللبنانيين ألّا يفرحوا ويستبشروا خيراً بهذا الافتضاح لأنه لا يدلّ على طوباوية بقدر ما يكشف أنّ هناك فريقاً متضرراً من المرسوم يريد حصة ولا يريد إصلاح العورات لأن الأمور سائرة على ما يبدو على طريقة “حكللي بحكللك” حتى لو على حساب  لقمة الناس ودمائهم..
والأمر عينه ينسحب على مرسوم القناصل الفخريين الذي سيبصر النور قريباً ولأستراليا حصّة فيه.
اللبناني يعيش على صفيح من الفساد لا يمكن اقتلاعه في ظل التركيبة السياسية الراهنة. والانتخابات النيابية الأخيرة لم تكن سوى  محطة توقّف فيها قطار الفساد، ترجّل منه ركّاب واستقله آخرون في عملية تبديل لرحلة مستمرّة على ذات الخط وذات النهج.