بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

لا يختلف إثنان أن أستراليا لا تزال جنّة الباسيفيك وهي التي قيل عنها أنها ال»لاكي كانتري»، فهل تستطيع هذه القارة الجميلة أن تحافظ على مواصفاتها؟
أعتقد أن أموراً كثيرة حصلت وتحصل في السنوات الأخيرة نالت من سمعة أستراليا ومن رصيدها.. وهذ المرّة والحمدلله لا دخل للجاليات الإثنية في « الشدّ إلى الوراء»، فلا تبييض الأموال وفضيحة الكومنولث بنك قام بها إثنيون، ولا الإعلام الذي اتهمته جولي بيشوب منذ أسبوعين بأنه  يجافي الحقيقة هو إعلام إثني، ولا السياسي الذي باع مقابلته للقناة السابعة مقابل 150 ألف دولار ليخبرنا كيف ترك زوجته والتحق بسكرتيرته وأنجب منها ولداً هو إثني..ولا معاملة اللاجئين التي تشكو منها منظمات حقوق الإنسان يقوم بها إثنيون، وفضائح بيع المساحات الواسعة إلى الصينيين مقابل سمسرات و رشاوى لم يقم بها إثنيون.
..إنها أستراليا البيضاء هي التي تجني على نفسها: سجلات السياسيين والكذب عبر الجنسيات المزدوجة والاتصال بدول أخرى بغير علم الدولة وأخيرآ وليس آخراً إجبار التلامذة لحضور فصول دراسية يرفضونها هم وذووهم، ورغم ذلك تتغنّى أستراليا بأنها واحة الحرية ، ويوهم الأستراليون  أنفسهم أن الفلتان الاجتماعي والأخلاقي هو حريّة!.
لستُ أنا المهاجر مَن فعلَ ذلك بأستراليا بل هم البيض الأقحاح ذوو الشعور الشقراء والعيون الزرق.. نعم البيض الذين حاربوا التعددية ونعتوها بأسوأ الأوصاف وهي التي أعطت أستراليا أجمل النكهات.
وإذا لم يستفق هؤلاء البيض سنجد أنفسنا قريباً نقف بالصف إلى جانب زيمبابوي!؟.