هذا الأحد يُسمى أحد العنصرة « أحد حلول الروح القدس على التلاميذ «. العيد أيضاً يُسمى بعيد الخمسين، لأنه يأتي بعد خمسين يوم من قيامة الربّ يسوع وبعد عشرة أيام من صعوده المجيد ويُمكن قراءة الحادثة من سفر أعمال الرسل(أعمال 2: 1- 13).

في هذا اليوم حلّ الروح القدس على التلاميذ وهم مجتمعون في العليّة على شكل ألسنة نارية. أعطاهم الربّ قوة من العلاء ليكرزوا في كل المسكونة. اليوم هو عيد تأسيس الكنيسة، لهذا من المُمكن أن نسمي يوم العنصرة « بعيد ميلاد الكنيسة «.
القراءة الإنجيلية ( يوحنا 7: 37 – 53 ).

في يوم الصعود، أعطى الربّ يسوع تلاميذه وعداً « أنا أرسل لكم موعد أبي، فامكثوا أنتم في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من العلاء «. هذا كان وعداً للتلاميذ بإرسال الروح القدس وقد كان قد وعدهم سابقاً بأنه سوف يُرسل لهم «المعزّي» «ومتى جاء المُعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يَشهد لي». (يوحنا 15: 26).

لقد اختار الربّ يسوع تلاميذه من صفوف الصيادين، لقد كانت تنقصهم ثقافة ذلك العصر وعلومه لكن الروح القدس أعطاهم حكمة ليست ببشرية ولكن إلهية. «مُبارك أنت أيها المسيح إلهنا، يا مَن أظهرت الصيادين غزيري الحكمة إذ سكبت عليهم الروح القدس «.

لقد ظهر الروح القدس يوم العنصرة على هيئة « ألسنة من نار «. لأن اللسان هو عضو الكلام والبشارة. فهو ليدل على أن الرسل قد أزمعوا أن يُعلِّموا الأمم ويقودوهم بالبشارة والتعليم.
الروح القدس هو من أعطى التلاميذ الحكمة والقوة والفهم لينطلقوا إلى أقصى المسكونة لأجل البشارة.
الروح القدس هو موزع للمواهب في الكنيسة، هو من يُعطي الشهداء القوة والصبر ويُقدّس النساك والرهبان.
الروح القدس يرزق كل شيء، يفيض النبؤة ويُكمّل الكهنوت، وهو قد علّم الحكمة للعديمي الكتابة وأظهر الصيادين متكلمّين باللاهوت.

من بعد المعمودية يأخذ الإنسان المُعمَّد « مسحة الميرون المقدّس «. هذه هي عَنصَرتُنا على المستوى الشخصي. كل إنسان مسيحي مُعّمد يأخذ «سرّ الميرون المقدّس» الذي هو ختم موهبة الروح القدس. هذه الموهبة هي التي تشدد الإنسان المسيحي حتى يسير في طريق القداسة ويقتني الفضائل الإلهية. هي من تمنح الفهم والحكمة للمؤمنين وتُشدّدهم في جهادهم الروحي.

ينال الإنسان المسيحي أيضاً نعمة الروح القدس من خلال الأسرار المقدسة، من خلال المناولة المقدسة، مناولة جسد ودم الربّ الكريمين، من خلال بقية الأسرار كسرّ مسحة المرضى وسرّ الإعتراف.

يقول الرسول بولس « لا تطفئوا الروح «. أي لا تطفئوا موهبة الروح القدس التي فيكم بالأعمال غير الصالحة. ينبغي لنا أن نصون ونحفظ نعمة الروح القدس التي أخذناها في مسحة الميرون من خلال الأعمال الصالحة وإن فعلنا هذا ينطبق علينا قول السيّد له المجد: « مَن آمن بي ستجري في بطنه أنهار ماء حي». إنما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه». الإنسان الممتلئ من نعمة الروح القدس يُصبح كالنهر الجاري يَسقي الآخرين ويَروي عطشهم الروحي بواسطة نعمة الروح القدس التي نالها.
الروح القدس هو (المُعزّي) الذي يُعزّينا ويُريحنا في وقت الضيق والشدّة والألم، هو مَن يَحفظ الأحداث ويُهذِّبهم وهو مَن يُشدّد الأرامل والأيتام والشيوخ. هو من أَلهَم الأنبياء قديماً وهو مَن يُعطينا الآن روح الحكمة والفهم والمشورة له المجد إلى الأبد.
آميـــــــــــن