بدا أمس الاول أن التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا مرشح للتفاقم، على خلفية نية واشنطن تعزيز دعمها لقوات سورية الديموقراطية »قسد« شمال شرق سورية، على حساب فصائل المعارضة المسلحة الموالية لأنقرة والمتمركزة في شمال غرب سورية، وذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية فرنسية جديدة إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن مهمة بلاده في سورية »لم تنته بعد«، وربط استمرار وجودها العسكري بـ »حاجة القيادة السورية الشرعية«. بموازاة ذلك، أعلن فصيل مسلح مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في مطار حماة العسكري وسط سورية، في وقت أفادت أنباء بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف مواقع لـ »حزب الله« جنوب سورية، ومطار دير الزور شرقها.
وأوضحت »سرايا الجهاد في بلاد الشام« في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مجموعة من عناصرها المنتمين إلى خلية نائمة خلف خطوط القوات الحكومية، تسللت إلى مطار حماة وفخخت مستودعات ذخيرة وخزانات محروقات قبل تفجيرها، ما أسفر عن مقتل 50 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية له، في إشارة إلى الإيرانيين. ونشرت صوراً التُقطت داخل المطار.
كما نقلت وكالة »الأناضول« التركية عن مصادر محلية سورية أن دبابات إسرائيلية متمركزة في منطقة الجولان المحتلة، قصفت صباح أمس مواقع لـ »حزب الله« في منطقة التلول الحمر شمال القنيطرة جنوب سورية. وسُمع فجر أمس دوي انفجارات في مطار دير الزور العسكري شرقي سورية، يعتقد أنها ناجمة عن قصف إسرائيلي، علماً أن المطار يضم أعداداً كبيرة من المجموعات المسلحة التابعة لإيران.
ويأتي تزايد هذه الهجمات مؤشراً إلى رفع الغطاء الروسي عن الوجود الإيراني في سورية، في أعقاب تصريح الرئيس فلاديمير بوتين لدى لقائه الرئيس بشار الأسد، أن على المسلحين الأجانب الانسحاب من سورية.
وغداة اجتماع قيادات في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مع قيادة مجلس منبج العسكري للبحث في الأوضاع الأمنية والسياسية في المدينة التي تطلع أنقرة للسيطرة عليها ضمن حملتها المعروفة بـ »غصن الزيتون«، كشف مسؤولون أميركيون مطلعون عن اعتزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب مساعداتها من شمال غرب سورية، الخاضع لسيطرة فصائل إسلامية مواليه لتركيا، والتركيز على جهود إعادة إعمار المناطق التي استعادها التحالف من تنظيم »داعش«. وكانت روسيا أيدت مطالب تركيا بنشر 12 نقطة مراقبة حول إدلب.