بقلم رئيس التحرير انطوان القزي
هل يدرك الخليجيون ما معنى الرفض الاوروبي لحصار قطر؟
هل يدركون ما معنى التأييد التركي الجامح للأمير تميم؟
هل يعلمون ان نتنياهو يضحك على قفا ظهره؟
وهل لمسوا ان قطر جمعت المتربّصين بهم من ايران الى تركيا فإسرائيل؟
اعتقدوا ان ما قبل قمّة الرياض ليس كالذي سيليها، صحيح، ولكن ما بعدها ليس كما تشتهي سفنهم؟
وها هي الثنائية الاميركية – الروسية توجّه ديبلوماسيتها نحو الدوحة ليس للإقتصاص منها بل لإيجاد حلّ لا يرضي طموح الخليجيين، فهؤلاء يدركون ان الحرب على جارتهم الصغيرة ممنوعة، ويدركون ايضاً ان مقاطعة موريتانيا لقطر ليست شيئاً في الوزن الدولي، لأن هذه الدولة التي لم تستطع ان تؤمن فنادق للرؤساء العرب في القمة الأخيرة لينزلوا فيها ، لا تستطيع ان تشكل اضافة الى الذين يحاصرون قطر.
القصّة هنا ليست دفاعاً عن قطر التي ارتكبت تجاوزات كثيرة بحق الإجماع العربي مالياً واعلامياً، لكن القصة هي في الآمال التي علّقتها الدول الخليجية على اقفال مكاتبها وإيقاف رحلاتها الجوية الى الدوحة، ونست ان برلين الشرقية عاشت سنوات كجزيرة في اوروبا الغربية ولكنها لم تمت من الجوع، وكوبا رغم حصار الاميركيين المطبق لم تمت ايضاً من الجوع.
المطلوب من الخليجيين هو الحنكة السياسية وليس الاستسلام والارتماء في احضان دونالد ترامب الذي يقيم اكبر قاعدة لاسطوله الجوّي في قاعدة العيديد في الدوحة؟!.