كتب: عباس علي مراد
يصعب على المرء أن يحكم على شخص آخر من أول لقاء، ولكن هناك أشخاص تشعر بعد السلام وأول الكلام أنك على معرفة بهم وتتقاسم وإياهم قيماً إنسانية ووطنية وأخلاقية وحضارية، لا يخطئها المرء وتكتمل الصورة عند الحوار الذي يظهر مدى تواضع هذا الانسان.
وهذا ما بدى من مناقبية وتواضع العميد الركن الطيار ورئيس المحكمة العسكرية الدائمة السابق خليل إبراهيم الذي التقى أبناء الجالية العربية وقدم محاضرة في سدني الاربعاء 10/01/2018.
عرض العميد إبراهيم لقضايا قانونية، ودور المحكمة العسكرية الدائمة وظروف تأسيسها، وآلية عملها، موضحاً أهمية هذه المحكمة وتركيبتها التي لا تقتصر على القضاة العسكريين مؤكداً أن أكثرية قضاتها من المدنيين الذين إنتدبوا للعمل في هذه المحكمة، والتي وحسب العميد إبراهيم تعالج آلاف القضايا والدعاوى وبأوقات قياسية وتحرص على العدالة في أحكامها.
عن الفترة التي تولى خلالها العميد إبراهيم رئاسة المحكمة قال، إنه كان ينجز الكثير من الاعمال ودراسة الملفات خارج أوقات الدوام، بالاضافة الى زيادة أوقات إنعقاد المحكمة من أجل إنجاز الملفات والدعوى والبت بها، وذكر العميد إبراهيم بزيادة ضغط العمل على المحاكم في السنوات الاخيرة.
الشيئ الآخر الذي كان ملفتاً في اللقاء أن العميد إبراهيم لم يجد حرجاً في ألإجابة عن أي من الاسئلة أو حتى عدم ألإجابة عن بعضها، ليس لعدم قدرته ولكن لأن بعض القضايا خارج إختصاصه أو ما زالت أمام القضاء، واعتبر ألعميد إبراهيم أن لا أحد فوق القانون حتى لو كان من رجال الدين الذين حاكم إبراهيم بعضهم بموجب القوانين المرعية.
تناولت الاسئلة كل المواضيع التي خطرت على بال الحضور، وتراوحت بين آلية عمل المحكمة وتطويرها وقضية الاسلاميين المسجونين في سجن روميا، الى قضية الحكم على حبيب الشرتوني في قضية أغتيال بشير الجميل، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتعامل مع إسرائيل، والتنسيق بين المخابرات اللبنانية والسورية، ومعاملة المساجين في السجون اللبنانية المقتضة بالنزلاء، والاحكام الغيابية، وإعادة تأهيل المساجين خصوصاً غير الخطيرين، وكان هناك سؤال عن القضايا التي تحال الى المجلس العدلي كقضية أغتيال العميد فرانسوا الحاج وعن إمكانية وصول القضاء الى نتيجة في هذه القضايا وأن ينال المجرمون العقوبة المناسبة.
ورداً على سؤال عن تطوير عمل المحكمة العسكرية وغيرها من المحاكم قال العميد إبراهيم إن القضاء اللبناني وإن كان أخذ عن القوانيين الفرنسية إلا أن المشرع اللبناني أجرى ولا يزال تعديلات جوهرية لتناسب الوضع اللبناني.
لقد قدم العميد إبراهيم وهو الرجل المناسب في المكان المناسب، شرحاً وافياً وكافياً وبمسؤولية تنم عن إطلاع ودراية وإهتمام ومناقبية، تؤكد فعلاعلى أن العميد إبراهيم رجلاً في قمة التواضع والوعي الوطني المتجذر في أبناء المؤسسة العسكرية التي تشكل الى جانب القضاء والمقاومة الدروع التي تحمي لبنان من العدو الأسرائيلي والجماعات التكفيرية هذين العدوين الذين لا تخفى على أحد أطماعهم في لبنان والعبث بنسيجه الوطني والاجتماعي.
أخيراً، لا بد لنا من شكر العميد إبراهيم على ما قدمه من معلومات قيمة كانت محل ثناء وتقدير الحضور.
وفي نهاية المحاضرة قدم الدكتور رامز رزق للعميد إبراهيم كتابه( التاريخ الحضاري والسياسي للشيعة في لبنان) وقدم عباس علي مراد كتابه صدى على صفحات الزمن.