بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

بعدما انسحب من اتفاقية دول الباسيفيك التجارية مما اضرّ المصلحة الاسترالية، ها هو ترامب يدخل من الشباك الاسترالي ويطلب من كانبرا ان ترافقه في عملية قصف قوات النظام السوري المتهم باستعمال السلاح الكيميائي في دوما.
الاستراليون بطبعهم ضد قتل الابرياء وضد الإجرام وضد السلاح الكيميائي وغيره من الاسلحة، ولكنهم ليسوا مطيّة لواشنطن التي تختلف حساباتها بمعظمها عن الحسابات الاسترالية.
واشنطن التي كافأتنا بعد الحرب على صدام حسين بحرماننا من سوق القمح الاندونيسية وسوق الفاكهة الخليجية، وحرمتنا في العراق وليبيا من اية مكافأة استثمارية إلا ما بقي من فضلات.
واشنطن التي لم تؤيد كما ذكرتُ في مقابلة مع الـ «اس بي اس» امس الاول الثلاثاء ترشيح وزير الخارجية الاسبق غاريث إيفنز ورئيس الوزراء الاسبق كيفن راد الى الامانة العامة لمنظمة الاونيسكو والامانة العامة للأمم المتحدة، تكتشف فجأة وجود استراليا عندما يتعلق الأمر بضربة عسكرية، علماً ان استراليا غير مضطرة لاستجلاب القلق الأمني الذي قد يهدّدها والارباك الذي قد يعانيه مجتمعها وحالة التوجّس التي قد تصيب مواطنيها. لأن استراليا لا تستطيع ان تجاري دونالد ترامب في خطابه ولا في جنونه ولا في عصبيته، لأن استراليا تحترم كل الشعوب والاعراق والاديان والعقائد وليتركها دونالد ترامب تعيش بسلام فهو قادر على الحسم دون مؤازرة احد؟!