بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

زيارة العميد المتقاعد جورج نادر الى سدني تدفعنا الى إثارة موضوع مؤجّل ويتكرّر مع زيارة كل شخصية سياسية لبنانية او عربية الى استراليا.

فالإعلامي يسعى دائماً لتغطية الخبر ونقله الى القراء او الى المستمعين، وهو ليس في وارد ان يصفّق لهذا او يتغاضى عن ذاك، خاصة في استراليا، حيث ما زلنا والحمدلله منزّهين عن المال السياسي، واذا كنا منحازين، فنحن منحازون لسيادة وحرية لبنان واستقلاله وقراره الحرّ وما عدا ذلك يصبح تفضيلاً: فمن يحب لبنان من زوارنا الكرام نحبّه، ومَن يحترم السيادة نحترمه ومَن يدافع عن حقوق الشعب ندافع عنه، وليس لنا غاية بغير ذلك.

امّا ان يقال لنا: كنتم متواجدين هناك او هنا فتواجدنا هو من باب الرسالة الاعلامية، والاعلامي لا تحول دون تواجده الحدود السياسية والخلافات العقائدية مع الاحتفاظ بقناعته و رأيه اينما يتواجد وعلى الآخرين ان يحترموا هذين القناعة والرأي.

قد يرى البعض صحفاً في لبنان والشرق الاوسط، واحدة تصفّق لهذا النظام وثانية تروّج لنظام ثانٍ وثالثة تقدّس الزعيم، ويتساءلون لماذا لا نفعل هنا كذلك. والجواب بسيط جداً: نحن في الاغتراب لا ضغوط علينا كي نساير هذا ونجافي ذاك لأن مقياسنا الحقيقة لا غير، ولأن المال السياسي عملة غير مصروفة لدينا ولأن تقديس الزعيم هو الذي جعلنا نهرب او نهاجر الى الديار البعيدة حتى لا يطلب منّا احد ان نقدّس البشوات والبكوات خلف البحار.

فيا ايها الاصدقاء، تواجد الاعلامي في المناسبات لا يعني انه يبصم حيث يكون.

ولكل ابناء الجالية تحية تقدير واحترام.