بقلم بيار سمعان

يصعب من الآن وصاعداً الفصل بين النظام السوري وايران وحزب الله، بعد ان تحول الثلاثة الى كتلة واحدة تقلق بال وامن اسرائيل وتهدد استقرارها.

وفيما يعترف حزب الله واسرائيل ان حرب الـ 2006 كانت مكلفة على الطرفين، يؤكدالمطلعون والمعنيون ان الخسائر ستكون اكثر بكثير من السابق، في حال اندلعت الحرب مع اي من مكونات هذا  الحلف الثلاثي (ايران – سوريا – حزب الله) فانها دون شك ستؤدي الى مشاركة سائر الاطراف، وتستخدم فيها كل انواع الاسلحة.

< عوامل تؤدي الى ارتفاع التوتر مع لبنان

تتخوف اسرائيل من تعاظم القدرات العسكرية لايران، خاصة بعد متابعة برنامجها النووي وتطوير قدرتها التقنية لانتاج صواريخ بالستية قادرة على ضرب اسرائيل مباشرة من الاراضي الايرانية وتخشى اسرائيل ان تعمل ايران بشكل من الاشكال الى نقل التكنولوجيا العسكرية لديها الى سوريا ولبنان لتشكل تهديداً مباشراً على سلامتها، بعد ان تصبح عاجزة عن التحكم بنوع الاسلحة المصدرة الى الحلف الثلاثي. واسرائيل «المجاورة» هي على مرمى حجر من سوريا ولبنان ستصبح غير قادرة على معارضة الصواريخ الموجهة اليها.

لذا تلجأ اسرائيل منذ اشهر الى استهداف طائراتها لمواقع ومراكز داخل سوريا، تدعي انها اسلحة خطرة تشكل تهديداً لها، او انها مراكز ايرانية لتصنيع الاسلحة.

فالوجود الايراني على الاراضي السورية يرتبط مصيره بمصير النظام السوري وحزب الله، واحتمالات الحرب تتأثر بالمعطيات التالية:

< الغياب الفاعل للقوات الاميركية في المنطقة منذ ولاية الرئيس الاميركي اوباما الذي سمح لروسيا بملء هذا الفراغ، وبالرغم من العلاقات الجيدة بين اسرائيل وروسيا ، تشعر اسرائيل بالقلق حيال الوجود الروسي الداعم للنظام السوري الذي لم يتردد مؤخراً من اعلان نواياه «انه على استعداد لضرب اسرائيل رداً على اي هجوم اميركي على القوات السورية وعلى انتهاكات اسرائيل للأجواء السورية والضربات المتكررة على اراضيها». وقد اسقطت مؤخراً وسائل الدفاع السورية طائرة F16  اسرائيلية، بعد ان اسقطت اسرائيل طائرة بدون طيار فوق الجولان المحتل ، قيل انها ايرانية.

فالخوف الكبير، مع غياب الوضوح لدى الادارة الاميركية،  هو ان تشعل اسرائيل حرباً جديدة لمنع حزب الله من  ان يصبح قوة دائمة يصعب اقتلاعه مع الوقت، ويهيمن على الحدود الشمالية ويقلق راحة اسرآئيل والشعب الاسرائيلي بأسره.

< الجدار العازل:

ويأتي الجدار العازل الذي تقوم اسرائيل ببنائه ليزيد من حدة تأزيم الأجواء بسبب الخلاف على ترسيم الحدود في اكثر من منطقة وتهديد قائد الجيش اللبناني بضرب النقاط المختلف عليها ومنع اسرائيل من بناء الجدار على الاراضي اللبنانية. اضف الى ذلك قضية مزارع شبعا والخلاف المشترك حول ملكيتها، بين لبنان وسوريا واسرائيل.

< النفط والغاز

الخلاف بين لبنان واسرائيل حول «البلوك رقم 9» قد يسبّب اشكالاً  بين البلدين، خاصة ان اسرائيل لا تعترف فعلاً بقرارات الأمم المتحدة، وهي نادراً ما تلتزم بها الا في حال كانت تتلاءم مع مصالحها. كما انها لا تعترف بالمياه الاقليمية لدول الجوار. ويعتقد ان طرح قضية «البلوك 9» هو لجس نبض الدولة اللبنانية التي لم تتردد بالتهديد بالدفاع عن منصات التنقيب عن الغاز وضرب المنصات الاسرائيلية عند الضرورة.

وبدأت شركات نفطية ايطالية وروسية وفرنسية باستكشاف  البحر اللبناني وتحديد اماكن التنقيب عن الغاز، رغم ان اسرائيل تدعي حقها بجزء من المنطقة المتنازع عليها، ما قد يزيد من حدة التوتر. وجاء الرد من حزب الله الذي هدد بالمقابل في استهداف المنصات الاسرائيلية. وفي هذا المضمار يبقى الجمر تحت الرماد. وقد يتسبب اي خلل في اندلاع حرب طاحنة في المنطقة.

< قطاع غزة:

قطاع غزة هو جبهة مضطربة ايضاً. وقد سرت اشاعات مؤخراً ان اسرائيل فكرة تؤيد ترحيل سكان قطاع غزة الى سيناء. فالدولة الصهيونية التي تعتمد سياسة «التجمع والاقتحام» لا تمانع في قضم قطاع غزة والاستيلاء عليه، بعد ان نجحت في تقسيم المجتمع الفلسطيني وزرعت الخلافات بين قادته. واذا ارتفعت الهجمات الصاروخية على اسرائيل، سوف تلوم الدولة العبرية «حركة حماس» وتعاقب الشعب الغزاوي بأسره.

وفي حال اندلعت شرارة الحرب على غزة، سيفهم حزب الله وسوريا وايران ان ساعة الحسم قد بدأت. وتكون بداية حرب شاملة في شمال وجنوب اسرائيل على حد السواء بالاضافة الى هضبة الجولان.

ومهما تعددت الاسباب، يبدو جلياً ان شبح الحرب بين اسرائيل من جهة والحلف الثلاثي (ايران، سوريا، حزب الله) يخيم على المنطقة، خاصة عقب اسقاط طائرة اسرائيلية فوق سوريا، حيث تتقاطع مصالح الدول والقوى المتواجدة على ارضها، مما يسهم في اندلاع مواجهة كبيرة قد تنتهي بتدخل روسي – اميركي فيها.

ان ما نشهده الآن هو اعادة تشكيل اللعبة فايران التي ترغب بالبقاء في سوريا تفتش عن اعذار للاحتفاظ بقواعدها وتدعيمها واستثمار التضحيات التي قدمتها للحفاظ على نظام الاسد. وهي تدرك ان اسرائيل لوحدها هي غير قادرة على شن حرب تشمل الجبهة السورية وجبهة جنوب لبنان، بالاضافة الى قطاع غزة.

< نبوءات حول مستقبل اسرائيل

استفادت الصهيونية العالمية من نبوءات «الكتاب المقدس» لتقنع العالم المسيحي ان الله يرغب باعادة جمع شعبه في «ارض الميعاد» استعداداً لعودة المسيح.

ويتضمن الكتاب المقدس بشقيه القديم والجديد الكثير من النبوءات حول مستقبل اسرائيل والحروب التي سيخوضها الاسرائيليون مع دول الجوار  ودول وجيوش عظيمة اخرى .

ولا تقتصر النبوءات على الكتاب المقدس وما رآه السيد المسيح من دمار للهيكل وانه لن تقوم لكم مملكة »… ويمكن ايضاً ان نذكر مئات المنجمين واصحاب الرؤى الذي اتوا على ذكر اسرائيل ومجيء المسيح الدجال ومعارك اجوج وماجوج والدمار الشامل والخراب  الذي يعم تلك المنطقة من الكرة الارضي. واذكر هنا نوستراداموس، ادوارد كايسي، رسائل عذراء فاتيما، المنجمة البلغارية العمياء بابا وانغا والعديد غيرهم.

لكنني اتوقف اليوم عند احدى نبوءات والرؤى الخاصة بالمبشر الروماني (نسبة الى رومانيا) دميترو دودومان الذي اضطهد في بلاده ايام الحكم الشيوعي بسبب ايمانه ، فارغم على الانتقال الى الولايات المتحدة. وكان دودومان يرى النبوءات على شكل احلام او رؤى خلال اليقظة.

واورد هنا احدى هذه الرؤى المتعلقة باعتقادي بالمرحلة التي تعيشها المنطقة الآن. حصلت هذه الرؤية في 17 حزيران من سنة 1996، ويرويها دوميترو على الشكل التالي:

«بعد ثمانية ايام من السفر والتجوال عبر اسرائيل سألت نفسي: لماذا جئت الى هنا؟ كل ما آراه هو ارض وشعب شرير…!! صليب وسقطت نائماً. فحلمت انني في ةوار بحيرة طبريا في شمال اسرائيل . كنت مع حفيدي والعائلة التي نقيم معها خلال رحلتنا السياحية. وبدأنا ننظر حوالينا في مختلف الاتجاهات. لاحظنا كم هي الاجواء والطبيعة دافئة وجميلة. انها المكان المناسب لقضاء العطلة.

فجأة سمعت صوتاً قادماً من الشمال يقول لي: «لم تأت فقط من اجل النزهة» انظر اليّ. نظرت ورأيت رجلاً يرتدي ثياباً بيضاء وملابس ساطعة. كان الرجل يبكي وتنهار الدموع على وجنتيه.

سألته: من انت ولماذا تبكي؟

اجاب: انا يسوع المسيح، ابحث عن اقاربي (بالدم) وشعبي الذي سفكت حياتي من اجلهم.

خطاياهم رفعت جداراً عالياً بينهم وبين الله. لقد قرر الله اعادة جمع المشتتين بين الأمم. فبدلاً من ان يشكروا الله على رعايته لهم ومنحهم معبراً للعودة، اصبحوا اكثر شراً مما كانوا عليه في الدول التي غادروها.

وتابع المسيح قائلاً: انا ابكي بسبب الضيق والويلات التي ستقضي عليهم… يدّعون انهم يحفظون يوم الرب، لكنهم لا يفعلون ذلك. يروجون انهم يحفظون وصاياي، لكنهم غير صادقين في ادعائهم. كل امم العالم توجه نظرها الى هذا المكان لأنهم يعتقدون انه مقدس. يأتون بحثاً عن القداسة. لكنهم يرون ان الحياة هنا هي بعيدة عن القداسة. هذا المكان هو خالٍ من القداسة، حتى اصبح مزعجاً…

لهذا كله، قرر الله ان ينزع السلام من هذه البلاد. انهم لا يثقون بالسلام الذي يوفره الله. انهم يسعون الى سلامهم ولم يعد الله قادراً على تحمّل وزر خطاياهم. وبسبب شرهم، انظر وسترى كيف سيأتي العقاب على اسرائيل.

ثم رأيت سحابة من الطائرات قادمة من جهة مرتفعات الجولان، وجيشاً كبيراً يتقدم من ناحية وادي نهر اليرموك مع كل انواع الاسلحة. كان لديهم الخيول والعربات المصفحة والدبابات والجنود المشاة. . وبدأت اسمع صراخاً من عن يميني. وسألت (المسيح) : هل يمكنك التوقف عن ذلك؟ اجاب: حتى يجتازوا الاوقات الصعبة، لن يعترفوا بي إلههم ولن يطلبوا مني مساعدتهم.

وقال يسوع لي: ستكون حزيناً عندما تغادر هذا المكان. لكن بعد مدة من الوقت سيصبح قلبك مفعماً بالسعادة. قل لمن يحبونني انني انا احببتهم اولاً وانهم سيخلصون. انا الأبدية. كل ما قلته لك سوف يتحقق. انا لا اتغير. ما قلته سيتم.. اذهب بسلام ، قال يسوع.

ثم سمعت صوتاً هادراً كالرعد وبدأنا نبحث عن مكان نختبئ فيه، اذ كنا نعتقد ان الحرب قد بدأت. وسقطت صاعقة امامنا، لكن يسوع قال: لا تخافوا ، ستغادرون هذا المكان بسلام. اذهب واخبر جميع الناس بما رأيت.

كنت ازور منطقة الجليل. اشرت الى  الوجهة التي جاءت منها الطائرات والجيوش. وحدد الناس الذين اقيم معهم اسماء هذه الاماكن لقد كانت مرتفعات الجولان والجنوب اللبناني.

فهل ستتحقق هذه الرؤية النبوءة، ويعترف شعب اسرائيل ان المسيح هو الإله الحق الذي يجب ان ينتظروه وليس اي مسيح آخر يريدونه حسب شهواتهم وطموحات التسلّط لديهم، لكن بعد حرب طاحنة؟

وهل تمنح السماء السلام والعدالة لكل شعوب المنطقة ام اننا سنعيش سنوات طوال تحمل المزيد من القتل والدمار؟؟

الثابت هو ان الاوضاع الحالية هي حبلى بالاحداث الخطيرة.