بقلم هاني تالرك OAM

ان جرائم الاغتصاب والتحرّش الجنسي متفشية منذ فجر التاريخ.. ولكن مؤخراً كشفت وسائل الاعلام عن اغتصاب وتحرّش جنسي منتشرة في العالم وفي استراليا.. بين النخبة من مشاهير المجتمع مثل نجوم الممثلين والرياضيين والفنانين والسياسيين والمثقفين .. الذين من واجباتهم ان يكونوا قدوة لأفراد عامة الشعب يعلمونهم على احترام المرأة لأن الاغتصاب والتحرّش جريمة تدمرها.

لهذا بدأ العام الحالي في جميع انحاء العالم التوعية باحترام حرمة المرأة وعدم التحرّش بها واغتصابها .. وفي استراليا اطلقت جامعة سيدني في العام الحالي 2018 امتحاناً تربوياً يجب ان يخضع له جميع الطلبة الجدد وان يحرزوا نتائج 100 في المئة ويقضي بعدم التعرّض للمرأة جنسياً.. حتى انه يمنع التقبيل على الوجنتين في الجامعة الا  بعد موافقة المرأة .

وقال رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل الأحد الماضي في تصريح له انه اصيب بالصدمة الكبرى في الكشف عن الجرائم الجنسية ضد المرأة .. «وعلينا ان نعلّم اطفالنا حينما يشبّون على احترام المرأة في حياتهم.. فإن تعليم الصبيان هو بداية الطريق الصحيح وهو النهاية الصحيحة في احترام المرأة».

وتفيد تقارير الشرطة الى زيادة في عدد جرائم الاغتصاب بين الشباب والرجال بسبب سهولة الحصول على المواد الجنسية الاباحية التي تثيرهم ولا يستطيعون كبح جماح الرغبة الجنسية لديهم.. بل ان احد الشباب المدانين بجريمة الاغتصاب قال انه لم يكن يعرف بأن الاغتصاب جريمة.

والواقع ان عدداً كبيراً من جرائم الاعتداءات الجنسية لا يبلغ عنها للشرطة.. من هنا تبدو الحاجة الى تعليم الشباب في المدارس احترام العلاقات العاطفية مع الفتيات.. فإن الرغبة الجنسية تزول لأنها نزوة.. ويظل الحب القائم على العلاقة الناضجة هو الأساس نحو الزواج المتكافئ الناجح وتكوين اسرة.. ان المرأة هي كيان وشخصية وعقل جميل قبل ان تكون هدفاً جنسياً.. وما اجمل الجنس اذا كان قائماً على الحب المتبادل بين الشخصين.

ولكن احياناً من الصعب معرفة فيما اذا كان الاتصال الجنسي جريمة اغتصاب ام انه نوع من التردّد لدى المرأة في ممارسة الجنس.. ففي احدى القضايا رفعت امرأة دعوى ضد شريكها بأنه اغتصبها وانها لم توافق على العملية الجنسية وكانت تقول لشريكها: «لا».. «لا»..

غير ان القاضي قال في القضية ان النساء احياناً كثيرة يقلن «لا».. «لا» ولكن من قبيل الدلع والتغنج.. ولم يعتبر القاضي ان الاتصال الجنسي بين الشريكين كان جريمة اغتصاب.

وقد اثار حكم القاضي حفيظة المدافعين عن حقوق الانسان والمرأة وقالوا «لا» تعني «لا».. والحقيقة انه من الصعب حسم المسألة وهي معقدة.. لذا يجب تعليم الطلبة في المدارس عن طبيعة العلاقات العاطفية السليمة الصحيحة.