كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

كلما حلّ 13 نيسان تعوّدنا ان نذكر بوسطة عين الرمّانة  على انها خاتمة الزمن الجميل في لبنان، ودرجنا على تقاذف الاتهامات حول مَن سبّب الحادثة.. واليوم بتنا لا نمرّ حتى مرور الكرام على هذه الذكرى ليس كونها محطة تاريخية، بل لأن حجمها تحوّل نقطة في بحر قوافل البوسطات التي تلتها.
داخلياً، استقل اللبناني بوسطات كثيرة: حرب المخيمات، حرب امل – الاشتراكي، حرب حارة الناعمة وقوسايا، حرب الجبل، حرب مخيم البارد، حرب عرسال واليوم حرب عين الحلوة. ولكل بوسطة في هذه الحروب اكثر من سائق واكثر من معاون  واكثر من مفتش..
اما البوسطات الاقليمية فما عادت تتسع للركاب من بغداد الى بعقوبة الى الموصل الى الرقة ودير الزور وحمص ودرعا وخان شيخون، الى حرب السلطة وحماس في فلسطين، الى الموجة الجديدة من  حرب دارفور في السودان الى طنطا والاسكندرية في مصر. ولا ننسى بوسطات اليمن وليبيا وسواها حتى كادت بوسطة عين الرمانة  تختفي بين هذه البوسطات وتصبح مجرّد لعبة يلهو بها صغار اللاعبين.
هل تذكرون يومها.. لقد حمّلوا الانعزاليين مسؤولية حادثة البوسطة.. فهل كل البوسطات في بلاد العرب اليوم يشعلها الانعزاليون؟؟.