ابراهيم براك
كل يوم له عنوان , يوم للستين معدلا ويوم للمختلط غير العادل,,,
يوم تفاؤل , يوم تشاؤم, ويبقى الرئيس بري «متشائل», وبين يوم ويوم من يدري أي « أرنب « انتخابات يخرجه دولته ليحدث صدمة الموسم مع أرنب يوزع « جزرا» ليساعد من لديهم قصر نظر ومن لديهم بعد نظر, للوصول إلى الخاتمة السعيدة وإبعاد كأس التمديد أو أزمة الفراغ…
كل يوم له فرمان, وكل ساعة تتغير المواقف , مسؤول يبشر بعظائم الأمور , وآخر يعطي جرعة أمل,
مسؤول يعرقل قبل الظهر, ليعود ويرفع الحواجز عند العصر, وأخر يقول لا لليأس ويؤكد أن ما يجري من شد حبال ونزاع هو أمر إيجابي ودليل عافية ,,,»العافية تكون معهم , يعطيهم الف عافية « على الطريقة البلدية نقول :» عافية تجيهم»…
عن اي عافية يتكلمون؟ ولم يتركوا للشعب» حيلا» وحرموا الوطن» حلولا»…
اين العافية؟ ولا أحد يدري إلى أين تتجه البلاد؟
لو كان مؤسس الكتائب الشيخ بيار الجميل معنا اليوم لعاد وردد السؤال التاريخي : أي لبنان نريد؟
وطبعا لم يكن ليحصل على جواب, لأن من يدعون الزعامة لا يعرفون  أي  لبنان  يريدون!!
لا نستطيع الضرب بالرمل, ولا أحد يمكنه أن يتنبأ بما ستؤول إليه المماحكات  والاقتراحات, ولا «الأفواه الأرانب»,
ولا حتى سعادين وشياطين التفاصيل..
غدا عندما نضرب رؤوسنا بالحائط, يقولون للشعب, مرة جديدة انتخبوا على أساس الستين ومع بعض التعديلات الطفيفة, وعلى الفور وبعد الأنتخابات يتجه مجلس النواب للعمل الجاد والدؤوب للبحث عن قانون انتخابي جديد!!… بربكم ألم نسمع هذه المعزوفة قبيل انتخابات 2009!؟
« راوح مكانك» , الى الوراء در …
هكذا لبنان كان وسيبقى , ما دام كل طرف يحاول فرض أفكار باتجاه القانون الذي يؤمن له أكبر عدد من المقاعد النيابية وكأن المجلس النيابي « قالب حلوى» للتناتش والقسمة فيما بينهم,
وهنا نطرح السؤال , لماذا يدعون الشعب لكي ينتخب!؟…
لماذا ومع هذه الحالة , لا يقطعون  قالب الكاتو إلى 128 قطعة , ويكتب على كل واحدة منها اسم الأزلام والأعوان !؟…
لماذا لا نوفر على الناس التعب والمجهود؟ وعلى النواب المصاريف؟ وعلى الحيطان والشرفات والجسور تعليق صورهم وشعاراتهم ؟
ولماذا لا يريحون
الأذان من  أصواتهم ونشاذهم ؟ لماذا لا يوفرون على الآمال وعودا ؟ وعلى الواقع كذبا؟…
هكذا هو لبنان , هكذا نحن , هذه اجواؤنا, ولذلك نقول للعالم,
« تفضلوا وشاهدوا وتعلموا وصفقوا للعبقرية اللبنانية,…»
صفقوا لنا , نحن من أرضنا انتشرت الأبجدية, ومن عندنا تولد اليوم « احدث الديمقراطيات وأعرقها»…
نعم , هذا هو لبنان, هكذا نحن , وهذه أجواؤنا»….