بقلم هاني الترك OAM
سؤال يلح على خاطري: هل الاخلاق العامة في استراليا قد تقدمت أم تدهورت في العقدين الماضيين؟
للاجابة على هذا السؤال ينبغي تعريف ماهية الاخلاق: هي شكل من اشكال الوعي الاجتماعي ترسخ في الانسان قواعد الواقع الاجتماعي مثل معايير الخير والرفاهية والحق والعدالة والصدق في علاقة الانسان مع الآخرين ومع المجتمع.
والتعريف عن الاخلاق بالمعنى الضيق في المجتمع العربي الذي يعني الشرف وهو الذي يتمثل بغشاء البكارة للفتاة وتقيد حريات المرأة الشخصية والعاطفية والاقتصادية ويحد من الزواج المتكافئ ليس هو الاخلاق بالمعنى العلمي.
وتشير الاحصائيات إن 87% من الفتيات الاستراليات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 16 عاماً فقدن عذريتهن ويمارسن الجنس قبل الزواج بمطلق حريتهن لان الجنس بين شخصين بالغين بمحض إرادتهما سواء أكانا متزوجين ام لا ليس فيه خرق لقواعد الاخلاق العامة في استراليا.
برغم انحراف سلوكيات فئات رفيعة المستوى في المجتمع عن الاخلاق العامة والتي تصل الى حد الفساد يجب الاشارة الى ان الفساد متفش في معظم دول العالم على المستوى الرسمي والشعبي دون إستثناء.. ولكن الفارق انه في استراليا لا يمكن دفنه وإخفاؤه الى ما لا نهاية.. بل غالباً ما يتم اكتشافه وتعريته ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم للقضاء حتى ولو كان المرتكب رئيس حكومة.. فان القانون يقف بالمرصاد للمنحرفين.. واستراليا لديها القوانين النزيهة التي تعاقب العابثين بالقانون.
طبعاً هناك الفاسدون أخلاقياً الذين لا يمكن الامساك بهم واحضارهم الى منصة العدالة لانه ليس كل سلوك فاسد هو غير قانوني.. لذلك يمكن القول بان الاخلاق بالمعنى العلمي في استراليا هي اكثر اخلاقية ورفعة من الدول الأخرى.
فقد تقدمت الاخلاق في استراليا وخصوصاً على المستوى الرسمي أكثر عما كانت عليه في الماضي..
سواء في مكافحة التميز العنصري.. والحريات المدنية.. وحرية المرأة.. وعدالة النظام القانوني وغيرها من المجالات.