بقلم هاني الترك OAM

منذ حوالي الشهرين قابلتها لأول مرة في حفل مرور 30 عاماً على تأسيس البنك العربي حينما كانت وزيرة الخزانة وقلت لها: سوف اراك في معرض شقيقتي مارسيل منصور حيث علمت انك ستلقين كلمة في المعرض.. فأجابت: نعم.
وفي المعرض ألقت كلمتها ومن ضمن ما ذكرت عن نفسها ان والدها أرمني سوري مولود في حلب وان والدتها  فلسطينية من مواليد القدس.. أهديتها كتابي The Palestinians in Australia وأعربت عن سرورها به.
وخلال هذا الاسبوع تسلمت غلاديس بيريجيكليان مهام رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز رقم 45.. مع ملاحظة ان دونالد ترامب قد تقلد الحكم هذا الاسبوع كرئيس للولايات المتحدة رقم 45..
الكلمة (Mantra) التي ترددها بيريجيكليان منذ انتخابها: لنجعل ولاية نيو ساوث ويلز ولاية أعظم.. والكلمة التي يرددها ترامب هي.. لنجعل امريكا عظيمة مرة أخرى..
طبعاً لم تشر بيريجيكليان الى عبارة بناء جدار كما ردد ترامب بناء جدار بين المكسيك والولايات المتحدة (ها ها ها) ولكن رسالتها تتوافق مع سياسة ترامب.
ما أغربها من صدفة؟
لقد دفعتني هذه الحادثة الصغيرة إلى البحث عن ظاهرة الصدفة التي لا يحكمها قانون السببية للعقل كما نعرفه.. فإن ظاهرة توارد الافكار Telepathy وتزامن الصدف تعني إنتقال وتزامن الخواطر والوجدانيات وغيرها من التجارب الشعورية المعقدة من عقل الى عقل ومن زمن الى زمن وهذا الانتقال يتم بغير الوسائل الحسية المعروفة.
وإليكم هذه الحقائق الغريبة والصدف التي لا يستطيع العقل تفسيرها والتي قرأتها في كتاب بعقد مقارنة بين الرئيس الامريكي ابراهام لينكولن والرئيس جون كينيدي:
أختير الاول رئيساً سنة 1860 وأختير الثاني رئيساً سنة 1960.. كلاهما مات مقتولاً.. الذي تولى الرئاسة بعد لينكولن اسمه جونسون وكذلك كان اسم جونسون من تولى الرئاسة بعد كينيدي.. اولهما أندرو جونسون ولد سنة 1808 وثانيهما ليندن جونسون ولد سنة 1908.. قاتل لينكولن ولد سنة 1839 وقاتل كينيدي ولد سنة 1939.. كل من القاتلين أغتيلا قبل محاكمتهما.. حدث للرئيس لينكولن قبل إغتياله ان نصحه سكرتيره الخاص وكان إسمه كينيدي بألا يذهب في تلك الليلة الى المسرح.. وكذلك حدث للرئيس كينيدي قبيل إغتياله ان نصحه سكرتيره الخاص وكان اسمه لينكولن بألا يذهب الى مدينة دالاس التي أغتيل فيها.. فر قاتل لينكولن من المسرح الذي إقترف فيه الجريمة وإختبأ في متجر .. وفر قاتل كينيدي من المتجر الذي إقترف فيه جريمته وإختبأ في المسرح.. إنها مفارقات وأرقام عجيبة .
هناك ظواهر عجيبة وغريبة تتحدى العقل في إيجاد تفسيرات لها التي قد نسميها مصادفات حيث ان مبدأ السببية المنطقي لا يستطيع تفسيرها ولكنها تثير التفكير والتعجب لمناصر العقل والمنطق مثلي.