بقلم / هاني الترك OAM

كانت عائلة نعيم الآشورية تعيش في وطنها العراق منذ سنوات طويلة بكرامة واعتزاز الى ان برز تنظيم الدولة الاسلامية وارهب الحي الذي كانت تعيش فيه العائلة في بغداد عام 2014.. فقد جُردّت العائلة من كل شيء كانت تملكه في بغداد وسُلبت مصلحة الجواهر التي كان باب رزقها لسنوات طويلة.. حتى ان النقود القليلة التي كانت في حوزتها لتقدمها رشوة في محاولتها للهرب الى منطقة آمنة قد سُرقت.. وتتألف العائلة من تسعة افراد من بينهم الجد جميل البالغ من العمر 77 عاماً ورمزي وزوجته واطفالهما.. تمكنت العائلة من الهرب الى لبنان حيث امضت عامين ونصف العام تعيش على المساعدة التي كانت تقدمها لها شقيقة رمزي وُصَال التي تستقر في كانبيرا منذ 19 عاماً بعد ان فرت من نظام صدام حسين الذي قتل زوجها الاول.
تقدمت العائلة من لبنان بطلب الهجرة الى استراليا ضمن 12 الف مكان خصصتهم استراليا للاجئين من العراق وسوريا على اسس انسانية.. ووافقت دائرة الهجرة على مجيئهم .. وكانت المشكلة هي تمويل اجرة سفرهم من العراق الى لبنان والى استراليا ونفقات اقامتهم في لبنان واستقرارهم في استراليا.. وكانت الصدفة والصدفة لا تأتي الا لمن يستحقها: تبين ان للآشوريين علاقة باستراليا في الحرب العالمية الاولى.. ففي عام 1918 قتل العثمانيون الاتراك 60،000 آشوري مسيحي.. وأُوكل الي فرقة من القوات الاسترالية النيوزلندية التي شاركت في الحرب في ذلك الزمن بقيادة الكابتن الاسترالي ستانلي سافيج ومساعده الكابتن روبيرت نيكول مساعدة الآشوريين.. قٌتِل اثناء العملية العسكرية الكابتن نيكول واعتبره الآشوريون رسمياً شهيداً مسيحياً.
اقامت عائلة الكابتن نيكول وصية في صندوق مالي بالتبرع للمساعدة في انقاذ الآشوريين المعرضين للخطر بسبب ديانتهم المسيحية وجذورهم في العراق التي تمتد الى 700 عام.. وتكريماً لشجاعة الكابتن نيكول وتبني عائلته للمشروع الانساني ووفاءً للآشوريين موّلت عائلة نيكول عملية سفر نعيم الى استراليا.
وقد اجتمع شمل العائلة الموجودة في كانبيرا وهي تتلقى المساعدات من الضمان الاجتماعي ويتطلع رمزي لفتح مصلحة جواهرجي للإرتزاق وعدم الاعتماد على الإعانات.. ودخل البرلمان الفيدرالي في اول زيارة له ورأى الحوار بين الحكومة والمعارضة والديمقراطية في عقر دارها التي لم يشهدها في البلاد العربية .. حيث يجلس الشعب في البرلمان في استراليا لمتابعة الحوار بين السياسيين.. وقال : اني لا اصدق انه يمكن لأفراد الشعب دخول البرلمان بحرية.