بعد سنتين و5 أشهر من الشغور الرئاسي في قصر بعبدا بات للبنانيين رئيس هو الرئيس الـ 13 للجمهورية بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، بعد مخاض عسير بأصوات 83 نائباً من أصل 127 معظمها من كتل التغيير والإصلاح والمستقبل والقوات اللبنانية والوفاء للمقاومة واللقاء الديموقراطي والبعث والقومي السوري والديموقراطي اللبناني، فيما وضعت كتلتا التنمية والتحرير والمردة ومستقلون أوراقاً بيضاء في الجلسة الرقم 46 التي لم تخلُ من حبس أنفاس بعد عدم فوز من الدورة الأولى بأغلبية الثلثين 86 صوتاً كما كان متوقعاً.
وهكذا فإن عون الذي ترك بعبدا في 13 تشرين قسراً بعملية عسكرية سورية ونفي إلى فرنسا عاد إلى القصر بعد 26 سنة، وسرعان ما تسلّم بصفته رئيساً سلطاته الدستورية، في احتفال أقيم في القصر الجمهوري في بعبدا آتياً من مجلس النواب في موكب رسمي. وبعد عزف موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني اللبناني، استعرض رئيس الجمهورية كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بالرئيس، بينما أطلقت البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها.
ومع تسلّم عون سلطاته الدستورية اعتبرت حكومة الرئيس تمام سلام مستقيلة. وأصدرت رئاسة الجمهورية بياناً شكرت فيه حكومة المصلحة الوطنية، مؤكدةً تحولها إلى تصريف الأعمال. وفور مغادرته مجلس النواب توجّه الرئيس سلام إلى منزله في المصيطبة، فيما صدر بيان بمواعيد الاستشارات النيابية اليوم الأربعاء وغدا الخميس لتسمية رئيس الحكومة المكلف وتحديداً سعد الحريري.
وجرت عملية انتخاب الرئيس تحت أعين السفراء وبينهم سفيرا إيران والنظام السوري وسفراء الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وقطر والفاتيكان والقائم بالأعمال السعودي ومنسّقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ.
وبعد الحديث عن فيتو أميركي على عون وعن اتصالات للسفير السابق جيفري فيلتمان لعدم التصويت لعون فقد أصدرت السفارة الأمريكية في بيروت بياناً هنأت فيه شعب لبنان واللبنانيين بانتخاب الرئيس. واتصل الرئيس السوري بشار الاسد بالرئيس اللبناني مهنئاً، كما هنأه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كذلك اتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ببري مهنئاً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وبرز موقف لافت للمستشار السياسي للمرشد الإيراني علي أكبر ولايتي حيث قال «انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية يمثل انتصاراً للمقاومة الإسلامية وللأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله». وتلاه اتصال هاتفي من الرئيس حسن روحاني بالرئيس عون لتهنئته.كذلك اتصل السيد نصرالله بالرئيس مهنئاً، واتصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالنائب في تكتل عون أمل أبو زيد مهنئاً.
من جهته، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي نسج تفاهم معراب بينه وبين عون «أن انتخاب العماد عون نقلة نوعية»، معتبراً وصول العماد عون إلى بعبدا «انتصاراً للخط السيادي، ولو أن البعض غير مؤمنين بهذا الواقع إلا أن الأيام ستبرهن ذلك، وفي شتى الأحوال فإن خطاب القسم أثبت ذلك».
الى ذلك، عمّت الاحتفالات عدداً من المناطق اللبنانية وخصوصاً ساحة الشهداء والمناطق المسيحية التي شعرت بطي صفحة التهميش المسيحي على مستوى الحكم.