غيّب الموت يوم الجمعة عملاقا جديدا من عمالقة الفن في لبنان الموسيقار ملحم بركات حامل راية الاغنية اللبنانية، عن عمر يناهر ال 71 عاما بعد صراع مع المرض، في مستشفى أوتيل ديو، وسط اجواء من الصدمة والحزن على غياب ابو مجد، الذي ترك عائلة صغيرة مؤلفة من مجد ووعد وغنوة وملحم جونيور، وعائلة كبيرة من الاصدقاء والجمهور في لبنان والعالم العربي.
وكان بركات أدخل الى المستشفى منذ أسابيع وتضاربت حينها المعلومات بشأن حالته الصحية.
والموسيقار الراحل ولد في كفرشيما في 15 آب عام 1945، في كنف عائلة بسيطة وفقيرة وفي حي فني بحت، فوالده أنطون بركات كان نجارا يجيد عزف العود وكان جاره الموسيقار حليم الرومي وأيضا الفنان فيلمون وهبي.
تأثر بركات بفن الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، ظهرت موهبته منذ كان في المدرسة وفى أحد الاحتفالات المدرسية حيث قام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها، بعدها ترك المدرسة حينما كان في السادسة عشرة من عمره وقرر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى حيث درس النظريات الموسيقية والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدة أربع سنوات. والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، وقام بإختباره رواد الفن اللبناني الكبار، ثم بالمدرسة الرحبانية، وكانت من هناك إنطلاقته الكبيرة.
تعاون بركات مع الرحابنة وروميو لحود وشارك في أكثر من مسرحية مع الشحرورة صباح الفنون جنون وحلوي كثير كما وقف أمام فيروز في مسرحية فخر الدين ومع سلوى القطريب في مسرحية زمرد. أطل في برنامج ساعة وغنية مع الاخوين الرحباني إذ نجح في ترك الاثر الاكبر لدى المشاهدين وشارك يومها جورجيت صايغ في أغنية ثنائية بعنوان بلغي كل مواعيدي فلاقت نجاحا كبيرا وأسرت قلوب الصغار والكبار معا. كما لحن أغنية شهيرة للمطرب غسان صليبا بعنوان يا حلوة شعرك داري، كما لحن أغنية شهيرة للفنان الراحل نصري شمس الدين، كذلك أغنية قدمها لماجدة الرومي بعنوان اعتزلت الغرام وأخرى لكارول صقر بعنوان يا حبيبي تصبح فيي. الا ان معظم أغانيه التي لحنها لنفسه بقيت عالقة في ذاكرة اللبنانيين حتى اليوم ومن بينها على بابي واقف قمرين، العذاب يا حبي، احلى ظهور، حمامة بيضا وغيرها. كما قدم عددا من الاغاني للبنان منها موعدنا أرضك يا بلدنا وبلادي ومين مابيعرف جمالها و ياصمتي يامعذبني و رح نبقى الوطن.