بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
عندما أنشأ بعض الديغوليين «التجمع من أجل الجمهورية» لم تقم القيامة في فرنسا واستمر النهج الديغولي مع التجمع الجديد.
وعندما انتصر بيل كلينتون على جورج بوش الأب في الرئاسة الأميركية سنة 1992 وجّه الأخير رسالة تهنئة إلى كلينتون يقول فيها : «نجاحكم هو نجاح لأميركا».
أما في لبنان فإذا حصل أن عبّر نائب عن اعتباراته ومواقفه المتمايزة يعتبرونه خائناً وإذا انفرد برأيه عن كتلته أو تياره يكون عاصياً،
ألم يقل النائب وليد جنبلاط منذ أيام «لسنا غنماً»، فلماذا إذن يجب أن يسير الجمع كالأغنام؟
الأصوات المتمايزة داخل «المستقبل» ليست خيانةً ولا انحرافاً عن خطّ رفيق الحريري، بل هي حالة ديموقراطية لمن يؤمن بالديموقراطية ويفهمها.
كثيرون من العمال والأحرار في استراليا يغرّدون بعيداً عن قرارات أحزابهم ويبقون ضمن المنظومة الحزبية.
كثيرون في بريطانيا من المحافظين عارضوا ديفيد كاميرون في البقاء في الاتحاد الأوروبي وما زالوا محافظين.
لا يمكن لكتلة تتألف من 37 نائباً ككتلة المستقبل أن تسير مثل عقارب الساعة، وإلا هناك مشكلة ديمقراطية.
فالعناوين الكبرى في السياسة شيء والمواقف الآنية شيءٌ آخر وهذا ما لم نتعود عليه في لبنان.