بلال نصور

عاشوراء مدرسة في التضحية والوفاء. كيف لا ونحن نرى إبن بنت رسول الله يضحي بأعز ما يملك طفله الرضيع على مذبح كربلاء ونرى وفاء اصحابه واهل بيته الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل ثورة الحسين التي قام بها ضد الظلم والفساد ومع ذلك نجد ان هناك من ينظر لخروج الإمام الحسين على يزيد انه خرج طلباً للحكم مشبهاً ذلك بالتوريث السياسي في عصرنا الحاضر وقلّل من اهمية خروجه على الفساد السياسي نعم اعتبروا ان خروج الحسين هو لوراثة الحكم وشبه هذا بالتوريث السياسي في عصرنا ولكنه تناسى ان الحسين هو إمام معصوم بقول القرآن إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً وانه ممن كانوا تحت الكساء وانه ممن شملتهم الآية الكريمة «لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى» وهناك ادلة كثيرة تدل على عظمة شخصية الحسين لا يسع المقام لذكرها. فإذاً خروج الإمام الحسين جاء بتكليف إلهي مبنياً على عصمته التي كانت المحرك الأساسي له للخروج على الحاكم الظالم مع العلم انه لم يكن هو وأخاه الحسن ابناء علي الوحيدين ولكنهم كانوا ممن تنطبق عليهم مواصفات العصمة والإمامة التي جسدها الرسول يوم الغدير بتنصبه علياً (ع) إماماً وخليفة له ولم يولَّ على الأمة بسبب قربه من الرسول وإنما بتكليف إلهي. ومن هنا نجد ان الإمام الحسين هو حالة اسلامية عامة لا تنحصر بطائفة معينة او بمذهب معين مع ان هناك من حاول عبر التاريخ طمس معالم ذكرى عاشوراء نظراً لأهمية الدم الحسيني في إيقاظ مشاعر الخروج على الظلم وعدم الخنوع والذل ويحاول الكثير من حكام عالمنا العربي والاسلامي في عصرنا الحاضر طمس معالم عاشوراء وما حصل بالأمس من اقفال مقام الإمام الحسين في مصر ومنع محبي اهل البيت من زيارة المقام والصلاة فيه خير دليل على خوف تلك الانظمة من عبق الحسين ولو قدر للشعب المصري ان يتفاعل مع الحسين والعقيلة زينب لكنا شهدنا ثورة حسينية حقيقية في تلك البقاع التي تحتضن مقامي الحسين والعقيلة وهذا يدل على حب اهل تلك الارض لأهل البيت بغض النظر عن حقيقة وجود اي اثر لهما هناك.
ألقيت في مسجد السيدة فاطمة الزهراء (ع)