كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

منذ نحو اسبوعين سافر 77 نائباً عراقياً لأداء فريضة الحاج تاركين البلاد غارقة في خصومات سياسية متشعبة ومنها بين سياسيي الصف الواحد.
منذ يومين اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي 24 نائباً الى نيويورك للمشاركة في اعمال الأمم المتحدة، ومصر غارقة في ازمات معيشية واجتماعية وسياسية لا نهاية لها.
في فلسطين تعطّلت الحياة السياسية الحقيقية في ظل وجود مجلسين اشبه بالدكانين لنواب السلطة في رام الله ونواب “حماس” في غزّة.
في الكويت يمضي النواب معظم جلساتهم ليس في معالجة هموم الناس بل بالمشاكسات وتبادل التهم.
في معظم دول الخليج لا مجال عن الحديث عن النواب في ظل مجالس الشورى وسواها، فالتمثيل الشعبي الديموقراطي لم يطرق ابواب تلك الدول.
امّا في لبنان فحدّث ولا حرج: نواب اختصاصيون بالتنظير، ونواب اختصاصيون بالشتم والذم والقدح السياسي، ونواب شغلهم الشاغل مقاطعة الجلسات النيابية، ونواب يحتاجون الى Navigator للوصول الى ساحة النجمة لأنهم ما عادوا يتذكرون طريق البرلمان.
نواب لبنان مسافرون وهم  في وطنهم ولا يحتاجون للطائرات، لا جلسات نيابية، لا جلسات حكومية منتجة، لا اجتماعات لجان نيابية واقرار قوانين.
هؤلاء هم نواب الديموقراطية العربية.