وجه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله رسائل عدة في خطابه أمس الأول في الذكرى العاشرة لحرب تموز خاطب فيها مقاتلي «داعش» فدعاهم إلى «وقف الفتنة وقتل إخوانكم»، ملمحاً إلى إمكان «المصالحات والتسويات» معهم، وإلى زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، من دون أن يسميه بـ «أننا منفتحون في ما يتعلق برئاسة الحكومة المقبلة بعد انتخاب رئيس الجمهورية»، في مقابل التزام الحزب بهذه الرئاسة لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، مؤكداً أن «مرشحنا الوحيد» لرئاسة البرلمان الأخ الشريك نبيه بري».
وتجاهل نصر الله المعارك الدائرة في حلب في سوريا، التي يشارك فيها الحزب، حيث تكبد خسائر من مقاتليه في مواجهة فصائل المعارضة، مع أنه تمسك بالبقاء هناك، ولم يأتِ على ذكر الحرب الدائرة في اليمن إلا لماماً، على غير عادة خطاباته في الأشهر الأخيرة.
وبعيدا من التذكير بـ»انتصارات» حرب تموز في الذكرى العاشرة لوقوعها، وهي عبارات متكررة منذ ذلك الحين، تهدف الى تأكيد ما حققته المقاومة على صعيد توازن الرعب مع اسرائيل، فان الامين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصرالله افاد من المناسبة لتسجيل مواقف عدة في الشأن الداخلي.
اول هذه المواقف هو منع «دق اسفين» بينه وبين الرئيس نبيه بري اي داخل البيت الواحد وذلك في رد على الرئيس فؤاد السنيورة الذي رشح النائب محمد رعد لرئاسة مجلس النواب، فأكد ان «مرشحنا» لرئاسة المجلس هو الرئيس بري داعيا اصحاب الاقتراحات الاخرى الى «التخييط بغير هالمسلة». وهدف الى تأكيد وحدة البيت الشيعي في خياراته وعدم اللعب على هذا الوتر. وفي الرسالة ايضا «استيعاب» متجدد لرئيس المجلس للابقاء على تنسيق دائم.
وثاني المواقف ارادها لفريق الثامن من اذار، فأكد مجددا دعمه العماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية واللافت انه افصح عن ان الاتفاق مع عون على دعم ترشحه يعود الى العام 2006 اي قبل اتفاق الدوحة والاتيان بالرئيس ميشال سليمان الى قصر بعبدا، وهو امر يكشف عن «حشرة» الحزب في هذا الخيار الذي انتظره صاحبه اكثر من عشرة اعوام.
اما الموقف الثالث فموجه مباشرة الى الرئيس سعد الحريري لدفعه الى القبول بالعماد عون رئيسا في مقابل ترؤس الحريري الحكومة في عهده. وقد تحدث نصرالله عن انفتاح على شكل الحكومة الجديدة بعد انتخاب رئيس. وهو ان لم يسم الاشياء بأسمائها فانه لمح الى الامر بهدف اعادة رمي الكرة في ملعب الاخرين وهو موقف غير جديد اذ انه في كل مرة يعلن ان الحل داخلي ويدعو ان «تعالوا لننتخب عون» ، علما ان فريقه السياسي وتحديدا «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» هما المعطلان لانتخاب الرئيس.
( نص الخطاب ص 3)