بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

تعوّد الروس ان يحرقوا مدنهم وينسحبوا، هذا ما حصل في ستالينغراد وغيرها من مدن روسية، امّا اليوم فالارض المحروقة في حلب يلهبها الطيران الروسي، والممرات الآمنة التي تحدّثوا عنها ليست لإنقاذ الابرياء، بقدر ما هي تفريغ ممنهج لسكان حلب الشهباء.
والملفت ان حلب اصبحت عاصمة الكون الاعلامية رغم اقتصارها على مجموعة من الاطلال والابنية المهدمة.
في الماضي كانوا يقولون ان لبنان ورقة في يد سوريا للذهاب الى جنيف كما حصل في لقاء الرئيسين كارتر وحافظ الاسد في جنيف، وبعدها بقي لبنان ورقة سورية كلما اطلّ مبعوث دولي الى دمشق.
لبنان بات اليوم ورقة سعودية – ايرانية – قطرية، امّا سوريا فتلهو بورقة حلب، سبحان الله، النظام يدمّر مدينة ويهجّر اهلها ليذهب مرتاحاً الى مفاوضات جنيف، والروس يرمون القنابل ويقبضون ثمنها ولن يكونوا غيارى وحريصين على ارواح السوريين اكثر من النظام السوري!
انهم يحرقون حلب وبوتين يكرّر خطة اسلافه ولكن على ارض عربية.
مصيبة حلب انها جمعت الأسد وبوتين واردوغان ولكل منهم مصلحة في سقوط المدينة ولكن المصالح تختلف بين زعيم وآخر.
انهم يحوّلون حلب الشهباء الى “حلبغراد” سورية وليس روسية..