على الرغم من تسارع التطورات السورية وتغيّر جغرافيا السيطرة مع كتابة هذه الكلمات، إلا أنه يمكن القول قبل أسابيع من انعقادها، يبدو أن السباق نحو طاولة المفاوضات في جنيف بدأ من حلب التي تعتبر الورقة الأقوى في سوريا، فبعدما تقدم النظام على المعارضة بمحاصرته حلب الشرقية بمساعدة الطيران الجوّي الروسي ها هي فصائل المعارضة تسيطر على قرية المشرفة وباتت قاب قوسين او ادنى من فك الحصار بعملية خاطفة ومفاجئة للعالم، ما يؤكد أن خسارة الثقل الاسترتيجي للمعارضة أمر مستحيل بالنسبة الى المعارضة وحلفائها من الدول الصديقة للشعب السوري.
طائرة روسية تسقط
ومع الخلل الفني الذي أسقط المروحية الروسية في ريف ادلب، اكتملت فرحة المعارضين السوريين، فمنهم من اعتبر أن «القدرة الالهية» تواكب تقدمهم، وأكّد الناشط السوري قصي الحسين لـ»النهار» أن «الطائرة المروحية الروسية سقطت في ريف ادلب الشرقي، في منطقة تقع ما بين قريتي تل الطوكان وجزرايا التي هي تحت سيطرة جيش الفتح، وكانت متوجهة نحو ريف حلب الجنوبي»، ولم يتبنَّ اي فصيل عملية اسقاطها، ويقول الحسين: «انه عطل فني ادى الى سقوطها ومقتل كامل طاقمها، وتم سحب جثتين مكتملتين وهناك 3 جثث متفحمة».
إطارات تواجه السوخوي
وفي العودة إلى التطورات في حلب، فإن ما يميّز الهجوم هو استعانة المعارضة بفكرة ما أسماها الناشطون «وحدة الدفاع الجوي» المكونة من مجموعات من الاطفال، ساهمت في إضعاف السلاح الجوي السوري والروسي عبر إحراق الاطارات ونشر الدخان الأسود في سماء حلب، فضلاً عن غرف عمليات مشتركة لفصائل المعارضة.
من الأشخاص الذين أطلقوا حملة «الاطارات المشتعلة» عبر «الواتس أب» ومواقع التواصل الاجتماعي، طارق الحموي ويقول لـ»النهار»: «بعد آلاف القتلى وملايين المهجرين وشلالات الدماء في الشوارع، وفي ظلّ صمت دولي عربي – غربي عما يجري في سوريا، وبسبب منعنا من امتلاك اسلحة مضادة للطيران الذي قتل اطفالنا وشرّد نساءنا وهدم بيوتنا فكانت الحاجة أمّ الاختراع، فأطلقنا حملة الدواليب المشتعلة من اجل حماية اطفالنا وفرض حظر دولي بيد اطفالنا بعدما تخلى عنا حكام العرب اللّذين يدّعون العروبة والحملة تهدف للتشتيت والتشويش على الطيران الروسي الذي ارتكب المجازر بحق اهلنا، وسوف تنشتر في جميع الاراضي والمحافظات السورية».