مصطفى محمد ولد في مصر وهاجر مع عائلته الى استراليا بينما كان طفلاً، انشأ اول جمعية اسلامية للطلاب الثانويين في نيو ساوث ويلز سافر سنة 2012 الى سوريا وبسرعة غير معهودة جرى ترقيته داخل تنظيم جبهة النصرة المرتبط بالقاعدة.
ونشرت الـ ABC ان الشرطة الفيدرالية كانت تتنصت على المخابرات التي يتلقاها من سوريا من شخص مجهول، كان يطلق عليه لقب «الشيخ» في دلالة ان الشخص لديه مكانة عالية في تنظيم القاعدة.
وتعتبر الاجهزة الامنية التي بدأت تعيد حساباتها الآن ان الشيخ ابو سليمان المهاجر (32 سنة) والذي عاش في مناطق سدني الغربية قد يكون عنصراً فاعلآً في القاعدة حتى قبل انتقاله الى سوريا.
لكن المعلومات التي تمتلكها الاجهزة الامنية عنه تبقى محدودة رغم كونه الآن من اهم المجموعات الاسترالية المؤثرة في سوريا.
وصرح الخبير في الشؤون الارهابية توماس جولسين للـ  ABC مشيراً ان ترقي ابو سليمان داخل صفوف القاعدة ومنذ  وصوله الى سوريا يعني ان الرجل كان عنصراً ناشطاً داخل هذا التنظيم قبل مغادرته استراليا. وهذا يثير تساؤلات عديدة حول امكانية وجود عناصر اخرى تابعة للقاعدة لا تزال تنشط في استراليا اليوم.
وكان الخبير توماس جوسلين قد كتب بكثافة عن ابو سليمان فأكد ان نشاطه في استراليا يثير الشبهات وان ترقيته داخل القاعدة منذ وصوله الى سوريا هو دليل قاطع انه كان عضواً فاعلاً في القاعدة قبل انتقاله الى سوريا.
واشار ان المنصب الذي حصل عليه داخل جبهة النصرة يؤكد عن انخراطه في القاعدة منذ سنوات، وقد اثبت ابو سليمان للمسؤولين انه على قدر المسؤولية التي منحت له.
ولفت جوسلين ان اجهزة مخابراتية في الولايات المتحدة اصبحت معنية اكثر من اي وقت مضى بمرحلة ما قبل انتقال ابو سليمان الى سوريا وانخراطه في صفوف جبهة النصرة، خاصة بعد ان توصلوا الى قناعة انه كان عنصراً ناشطاً في القاعدة.
القليل من المعلومات هو متوفر حول حياة ابو سليمان في سدني، غير ان برنامج 7:30 على الـ ABC كشف ان التحقيقات ان لـ ابو سليمان علاقات سابقة مع مجموعة من الاشخاص يعتبرون من انصار القاعدة او يتعاطفون مع طروحاتها.
كما كشفت المعلومات ان ابو سليمان كان على علاقة بمكتبة الرسالة والمركز الاسلامي في بانكستاون قبل ذهابه الى سوريا . وكان داعية اسلامية في هذا المركز ومقرباً من مجموعات جهادية في استراليا، حسب ادعاء الدكتور كارل آنجيرار، وهو اكاديمي متخصص بالارهاب ومستشاراً لوزير الخارجية السابق بوب كار.
وقال الدكتور ان ابو سليمان نشأ في غرب سدني ودرس في مدرسة ابتدائية ذات اغلبية انغلوساكسونية وكان المسلم الوحيد في تلك المدرسة. وابدى منذ صغره ميولاً شديدة نحو الاسلام وتمسكاً بتعاليمه وميلاً نحو التنظيم، فأنشأ جمعية اسلامية للطلاب الثانويي.
وكشفت المعلومات انه منذ سنوات المراهقة ابدى اعجاباً بشخصية القائد امير الخطّاب الذي شارك في القتال في شيشنيا في اواسط سنة 1990.
وآزيو ترصد تحركاته.
في مطلع سنة 2000 كشفت معلومات مركز الاستخبارات الاسترالية آزيو، ان ابو سليمان بدأ يعقد اجتماعات ويرافق مجموعات اصولية في سدني.
وفي بداية 2003 وضع تحت مراقبة آزيو نظراً لنشاطاته المشبوهة. واجتمع به ضباط آزيو طالبين اليه معلومات حول مجموعة معينة كان على صلة بها.
وبعد سنتين قامت الشرطة الفيدرالية بمؤازرة شرطة الولاية بعملية Pendennis لمكافحة الارهاب وجرى استهداف مجموعات في اكثر من ولاية، يعتقد انهم كانوا يعدون للقيام بعمل ارهابي.
وصرح احد عناصر شرطة نيو ساوث بيتر موروني الذي شارك في المداهمات انه يتذكر جيداً ان ابو سليمان مثل امام المحكمة في سدني بتهمة دعم اشخاص كانوا يعدون لعمل ارهابي وقد ادين هؤلاء.
كما ذكر احد ابناء الجالية الذي بقيت هويته سرية لاسباب امنية ان ابو سليمان كان صديقاً مقرباً لبلال غزال الذي استهدفته المؤسسات الامنية. وادعت مصادر في CIA ان غزال كان عضواً ناشطاً في القاعدة وقد سافر الى افغانستان سنة 2003 حيث التقى اسامة بن لادن. وعند عودته الى استراليا بدأ غزال عملية تجنيد عناصر محلية للانضمام الى القاعدة. واكد موروني ان ابو سليمان كان ايضاً صديقاً لحسين صباغ وهو زعيم ميليشيا لبناني، عاش في سدني بين سنة 1989 وسنة 2005.
وقد اعتقل صباغ في مدينة طرابلس ووجهت اليه تهمة تنظيم ميليشيا تابعة للقاعدة سنة 2007، وكان صباغ حسب المعلومات اللبنانية مسؤولاً عن العمليات العسكرية والميليشيات والاسلحة والمتفجرات.
وكشف الخبير الاسترالي كارل آنجيرار كما اكد توماس جوسلين ان ابو سليمان هو وجه مهم في جبهة النصرة التابعة للقاعدة والتي تضم ما بين 5 او 7 آلاف مقاتل. وعلم انه جرى تعيين ابو سليمان كمرشد روحي لهذه الجبهة، وهو موقع اهم بكثير من اي موقع عسكري، اذ تتوقف عليه مسؤولية استمالة عقول وقلوب الشباب المسلم في مختلف انحاء العالم. العام الماضي اعلنت وزيرة الخارجية جولي بيشوب ان الحكومة ادرجت اسم ابو سليمان والمعروف ايضاً باسم مصطفى فرج في لائحة الارهابيين الذين يحظر عليهم دخول البلاد.
وفي ايار مايو من هذا العام اعلنت الولايات المتحدة ان ابو سليمان هو ارهابي عالمي. اي ان الاجهزة الاميركية تعتبره شخصاً شديد الاهمية لتضعه في هذه الخانة ويجب اعتقاله او قتله. ولم يستبعد جوسلين ان تكون الولايات المتحدة تسعى الآن للقضاء عليه. خاصة انه من ضمن مسؤولياته التنسيق عل ىمستوى رفيع بين جبهة النصرة ودولة الاسلام.