بيار سمعان
عقدت مجموعة بيلدربيرغ الاسبوع الماضي اجتماعها السنوي في مدينة دريزدن الالمانية. وعلى الأثر بدأت وسائل الاعلام الحر تعلق على سرية هذه الاجتماعات وما تخطط له هذه المجموعة لإقامة نظام عالمي جديد. ولم يعد أحد يشكك أن هذه المجموعة هي التي تختار قادة المستقبل tي العالم والحكومات في الدول.
وشمل الاجتماع الاخير، وهو اجتماع رقم «64» نحو 130 شخصية من 20 بلداً، من ضمنهم زعماء سياسيون وخبراء في الصناعة وعلم الاقتصاد والإعلام.
وتسربت معلومات حول الأمور التي جرى نقاشها وهي: الأحداث الحالية في العالم – الصين – أوروبا – تصاعد الهجرة – النمو – الاصلاح – الديون – الشرق الأوسط – روسيا – المشهد السياسي في الولايات المتحدة، الأمن الإلكتروني، الطبقات الاجتماعية التي انتخبتها السياسات شبه التحررية – البطالة والأمن – الطبقة الوسطى ، التجدد التكنولوجي، وغيرها…
العديد من الباحثين كرسوا سنوات طوال في البحث عن مقومات واهداف هذه المجموعة. وقد يكون دانيال استولان Estulin من اهم الباحثين في مجموعة بيلدبيرغ وفي الأعمال التجارية الضخمة والأوضاع المالية في العالم وفي السياسة الدولية والحروب ومشاريع السلام بين الدول والسيطرة على ثروات العالم وامواله كما يذكر في كتابه “الحقيقة المطلقة لمجموعة بيلدبيرغ” الذي صدرت منه النسخة الأولى سنة 2005 ثم أعاد تنقيحها في سنة 2009.
° الاجتماع الأول:
عقد أول اجتماع لمجموعة بيلدبيرغ في سنة 1954 في هولاند .. وشارك فيه للمرة الأولى نخبة العالم في الولايات المتحدة وكندا واوروبا الغربية. وناقش الحاضرون مستقبل العالم في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
غير أن تاريخ هذا الاجتماع لا يعكس بداية انطلاقة هذه المجموعة. فهي كانت ناشطة قبله، وسهلت هروب ادولف هتلر إلى الارجنتين، ويعتقد مؤرخون أن مجموعة بيلدبيرغ والنورانيين هم من خططوا للحروب العالمية الأولى والثانية، وحرب فيتنام التي دفع الرئيس الأميركي الأسبق جان كنيدي حياته ثمناً لوقفها ولمكافحة التنظيمات الخفية التي “تشن حربا شعواء على الولايات المتحدة والعالم” حسب رأي الرئيس كنيدي.
ونسمع اليوم بأسماء مشهورة تشارك في اجتماعات بيلدبيرغ، اذكر منهم على سبيل المثال: ديفيد روكفيلار، بيل كلينتون، جورج بوش، غوردن براون، انجيلا ميركل، بن برنانكي، دونالد رامسفيلد، جورج سورس، روبيرت موردوخ وهنري كسينجر الذي هندس عملية تفجير الأوضاع في الشرق الأوسط وبشر بزوال 3 دول فيه وهو يحذر اننا الان في مطلع حرب عالمية ثالثة. كما يشارك في اجتماعات بيلدبيرغ بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ووزراء في حكومة الولايات المتحدة ومعظم العائلات المالكة الأوروبية ومنظمة الحلف الاطلسي «Nato» وسرّاً الرئيس باراك أوباما. كما يشارك دائماً مسؤولون كبار في مجلس العلاقات الخارجية «CFR» وصندوق النقد الدولي «IMF» ومسؤولون في المفوضية الأوروبية وبنك الاحتياط والبنك المركزي وبنك بريطانيا، ومدعوون كضيوف في الإعلام والمال والتجارة والعلوم.
° لا وجود لأجندة أو محاضر جلسات أو تغطية إعلامية:
منذ 50 عام تعقد مجموعة بيلدبيرغ اجتماعات سنوية. لكن اللافت ان هذه المجموعة تحيط نفسها بهالة من السرية المطلقة تتعلق باجندة المواضيع المطروحة للنقاش. ويتمتنع المسؤولون في نشر نتائج اجتماعاتهم او السماح لوسائل الإعلام بتغطية هذه الاجتماعات.
ويؤكد الكاتب استولان ان من يحضرون الاجتماعات يجددون قسم اليمين بعدم افشاء السرّ او التحدث عن المواضيع التي يجري نقاشها. وان ما يتسرب من معلومات رسمية يسمح بالاعلان عنه لغاية ما . ويؤكد ان المعلومات السرية التي حصل عليها جاءت عن طريق اناس لا يزال ضميرهم حي وهم لا يوافقون ضمناً على الاجندة الخفية لهذه المجموعة. لذا يحتفظ بأسمائهم قيد السرية خوفاً على حياتهم.
° بيلدبيرغ: حكومة ظل عالمية:
ويؤكد الكاتب ان مجموعة بيلدبيرغ هي بالواقع «حكومة ظل عالمية» تهدد باستمرار بانتزاع الحريات الإنسانية وحقوق الناس بالعيش بكرامة وحرية وتعمل بشكل منظم على تشويه الحقائق ضاربين عرض الحائط سلامة الناس العامة.
وتسعى هذه المجموعة على المدى البعيد إلى الغاء صلاحيات الحكومات العالمية وحق سيادتها على أوطانها ودولها عن طريق فرض حكومة عالمية. فتتحول الحكومات الأخرى إلى مجرد تعاونيات تتمسك بالأجندة التي تطرح عليها وتعمل بموجبها.
فلنتصور المشهد التالي: تصوروا نادياً يلتقي فيه رؤساء جمهوريات وحكومات ومدراء مصارف عالمية وكبار الضباط وافراد العائلات المالكة وأناس قادرون على إدارة الحروب في العالم والتحكم بالاسواق الدولية والاقتصاد العالمي ومستقبل اوروبا واميركا… هؤلاء لا يجرؤون على إصدار بيان حول الأمور التي يناقشونها في اجتماعاتهم…!!! لماذا؟؟
° عائلة روتشليد:
بمؤازرة الهيمنة العسكرية والسيطرة على مال العالم ادركت على سبيل المثال عائلة روتشيلد هذه الحقائق كما أعلن عرابها ومؤسسها في القرن 19، أمشيل روتشيلد عندما قال: اعطني قدرة السيطرة على أموال الدول وانا لن اهتم بعدئذ من يسن قوانينها…»
اهداف بيلدبيرغ
اصبح جلياً ان مجموعة بيلدبيرغ تسعى إلى إقامة حكومة عالمية واحدة وقد أعلن ذلك مرارا أكثر من شخص من أعضائها الأساسيين، ومن ضمنهم ديفيد روكفيلار والرئيسين بوش الأب والابن وبيل غايت، ويستنتج ان هذه المجموعة تريد فرض شركة عالمية واحدة وسوق عالمية واحدة يتولى قيادتها ميدانيا جيش نظامي واحد مع نظام مالي واحد له عملة موحدة.
ومن الاهداف الأخرى لهذه المجموعة تحقيق الأمور التالية:
– هوية عالمية موحدة تحددها قيم تربوية وعقائدية موحدة.
– التحكم بعدد سكان العالم عن طريق التحكم بالرأي العام وتوجيه الناس للتفكير والتصرف بطريقة ما ونشر الحروب والأوبئة….
– نظام عالمي يخلو من الطبقة المتوسطة وتكون من طبقتين فقط: الحكام والمحكومون … بطبيعة الحال لا وجود للديمقراطية في هذا النظام.
– اقامة مجتمع ذات «نمو صفري» لا وجود للازدهار والتقدم . فقط المزيد من الثروة والسلطة للحكام.
– افتعال المزيد من الازمات والحروب لإحكام السيطرة وخفض عدد السكان.
– السيطرة المطلقة على برامج التعليم والتدريب وتدريب مجموعات معينة للقيام بأدوار محددة داخل النظام.
– مركزية القرارات السياسية الخارجية والداخلية على أن تتلائم على الصعيد العالمي.
– استخدام الأمم المتحدة باعتبارها حكومة الأمر الواقع في العالم وفرض ضريبة الأمم المتحدة على جميع مواطنين العالم.
– توحيد القوانين في العالم وإلغاء القوانين الخاصة بكل دولة على حدة.
النظام العالمي الجديد سيوفر نوعاً من البحبوحة والرفاهية للمطيعين ويعمل على إبادة المعترضين وهذا ما يفسر إقامة مخيمات سرية في معظم أنحاء العالم واستراليا من ضمنها. (راجع FEMA)
° الشركاء السريون لمجموعة بيلدبيرغ:
في الولايات المتحدة، يعتبر مجلس العلاقات الخارجية هو المهيمن
(CFR) Council of Foreign Relations
أسسه في سنة 1921 ادوارد مانويل هاوس، وهو من كبار مستشاري الرئيس الأميركي وودرو ويلسون. وقد أوحى إليه هذا المستشار بقبول سيطرة 7 عائلات ثرية على مصرف الاحتياط في الولايات المتحدة. فتحول هذا المصرف إلى مؤسسة خاصة تطبع العملة وتقرضها للحكومة الأميركية مقابل فوائد.
ومنذ انطلاقة مجلس العلاقات الخارجية، بدأت هذه المؤسسة تروج لإقامة حكومة عالمية واحدة منذ ذلك الحين.
أما المجموعة الأخرى المساندة فتعرف باسم «اللجنة الثلاثية» Trilateral Commission التي أسسها ديفيد روكفيلار وهو من قياديي بيلدبيرغ.
وتقوم هذه اللجنة بـ:
– تمويل المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
-تمويل كبار أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين في قراراته.
كبار موظفي مؤسسات الدفاع، مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» وكالة الأمن القومي «NSA»، مؤسسات الدفاع ومؤسسات حكومية عديدة مرتبطة بالتجارة والنظام القضائي والخزينة.
وتمكنت اللجنة الثلاثية خلال عقود أن تصبح المؤسسة الممولة والموظفة للحكومات الفيدرالية من كلا الحزبين في الولايات المتحدة. وهذا ما دفع الحكومات الأميركية للحفاظ على نمط سياستها المحلية والدولية.
تعليق هانري كسينجر يشرح بعض الخلفيات خلال اجتماع سنة 1992 عندما صرح بما يلي:
«ان الشعب الأميركي سيغتاظ وينتفض في حال دخلت قوات الأمم المتحدة إلى لوس انجلوس لضبط الأمن والقانون فيها، لكنهم سوف يعبرون عن سرورهم غدا، إذا حصل ذلك، خاصة إذا قيل لهم ان تهديدا خارجيا يشكل خطرا على وجودنا هو على الأبواب وستقوم جميع شعوب العالم بعدئذ بدعوة قوات الأمم المتحدة لإنقاذهم من هذا الشر. وسوف يتنازل المواطنون عن جميع حقوقهم وصلاحيتهم لتفادي الخطر الخارجي.
هذه الحماية ستأتي على يد حكومتنا العالمية.
وهذا يتطابق مع ما جرى في العراق عندما بدأت إدارة الرئيس بوش بالترويج أن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل وهو يشكل خطراً على العالم. كما اتهم صدام بدعم القاعدة سراً والتسبب بأحداث 9 / 11 واقنعت وسائل الإعلام المواطنين بضرورة التخلص من هذا الشر المطلق.
شبكة مؤسسات متعاونة.
يوجد اليوم في العالم مجموعة من المؤسسات الرسمية والحكومات والمؤسسات الإعلامية الضخمة التي تتعاون فيما بينها وتتقاسم الأدوار ضمن خطة هادفة لإقامة نظام عالمي.
في آخر طلة إعلامية له أعلن ديفيد روكفيلار التالي:
«يعتقد البعض اننا جزء من مؤامرة عالمية «قبالية» «Cabalist» تحاك ضد الولايات المتحدة ومصالح البلاد والعالم وهي تصفني مع عائلتي أننا نمتلك طموحات دولية ونسعى مع آخربن حول العالم لبناء نظام سياسي واقتصادي متماسك، نظام عالمي ان شئتم تسميته كذلك. فإن كانت هذه هي التهمة، فأنا مذنب وافتخر بذلك.