اطلت النائبة الفيدرالية الجديدة آن علي بعقلانية مميّزة ولم تترك للعاطفة ان تحتل الحيّز الأكبر من مواقفها.
كانت “التلغراف” اول من سلّط الضوء على آن علي يوم الاثنين 4 تموز الجاري كأول نائبة مسلمة محتملة في البرلمان الفيدرالي.. وبعد ثمانية ايام تحوّل الاحتمال الى واقع وفوز وتهنئة وتحية الى آن، فكما هللنا للنصف الاول من الكوب مع وصول ابنة الاسكندرية الى برلمان كانبرا، علينا ان نلفت الى ما اشارت اليه آن وهو ان مقعد كوان في بيرث من اكثر المقاعد اليمينية المحافظة في استراليا ويكاد لا يذكر فيه وجود العرب والمسلمين وهذا النصف الآخر من الكوب يشير بوضوح الى المجتمع الديموقراطي بحق، فالمحافظون في كوان اوصلوا آن الى البرلمان كسجلّ حافل بالانجازات وكمتخصصة في محاربة الارهاب وليست (كما قالت) كعربية ومسلمة وحسب بل كعربية ومسلمة ومسيحية وهندية على حدّ قولها اي بالمختصر كأسترالية اولاً واخيراً.
فمارونية مايك سكّر ( ديكن) وقبطية بيتر خليل (ويلز) واسلام آن علي (كوان) كلها ليست إلا تدليلاً عاطفياً في علم الوطنية لأن استراليّة هؤلاء هي بيت القصيد…
علينا نحن ان نوجّه تحية الى آن علي وليس عليها هي ان تحيينا لأننا نحن العرب تعوّدنا عندما يفوز احدنا ان ننسب سبب الفوز الى دعمنا له ولكن في حالة آن هي التي دعمتنا بإعطائنا جرعة معنوية نحن في أشد الحاجة اليها في الوقت الراهن.
مجدّداً مبروك آن علي.