كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

في مثل هذا اليوم 28 حزيران  1978  تعرّضت بلدة القاع البقاعية الى مجزرة  ثانية ذهب ضحيتها 26 شاباً من ابنائها وعشرات الجرحى بعد المجزرة الاولى التي تعرضت لها سنة 1975. تهجّرت القاع وعانى ابناؤها صنوف التهجير من برد وجوع وعراء، الى ان بدأوا يستعيدون طريق العودة الى ديارهم بصورة خجولة، فتحدّوا الخوف والقهر وشرعوا في البناء بما تيسّر لهم من مال في ظلّ تجاهل رسمي لهم.

منذ اكثر من سنتين وابناء القاع يرفعون الصوت ويحذرون ممّا يحصل من تحرّكات مشبوهة في مشاريع القاع، حتى المحطات التلفزيونية كانت تستعرض التعديات علىاملاك ابناء البلدة في ظلّ سكوت رسمي فاضح.

بعد 28 سنة وفي ذات الشهر وذات الاسبوع عادت القاع ساحة لمسلسل الانتحاريين وامام باب كنيستها سالت الدماء مجدّداً، علماً ان القاع  تٌستهدف اليوم ليس لأنها مسيحية ولا لأنها بقاعية بل لأنها بوابة لبنانية يحاول التكفيريون الدخول منها الى اصقاع الوطن كل الوطن. والذين فجّروا انفسهم امام منازل القاع وقتلوا وجرحوا ابناءها لا دين لهم..

القاع اليوم تفدي لبنان كل لبنان  والتعدي عليها يختلف عما حصل سنة 1978.

القاع اليوم هي لبنان كل لبنان.