كيري للأسد وروسيا: صبرْنا ليس بلا حدود
حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا والرئيس السوري بشار الاسد من مغبة عدم احترام وقف الاعمال العدائية، وقت تسببت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة ومنها «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» بمقتل العشرات من الطرفين جنوب حلب.
وصرّح كيري اثر لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارة لنروج: «على روسيا ان تدرك ان صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جداً في ما يتعلق بمعرفة ما اذا كان الاسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا» من حيث التزام وقف الاعمال العدائية». واضاف ان الولايات المتحدة «مستعدة أيضاً لمحاسبة عناصر من المعارضة» ممن يشتبه في ارتكابهم انتهاكات او الذين «يواصلون المعارك في انتهاك لوقف النار».
وبموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، بدأ في 27 شباط الماضي تطبيق اتفاق لوقف الاعمال العدائية بين قوات النظام والفصائل في الكثير من المناطق السورية، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة وخصوصاً في مدينة حلب قبل ان ينهار.
واعترف كيري بانه «تبين ان وقف الاعمال العدائية هش ومهدد ومن الحيوي ارساء هدنة حقيقية»، وقال: «ندرك هذا الامر وليست لدينا اي اوهام». واكد ان الولايات المتحدة تعمل على اتفاق لاحياء وقف النار وتأمل في التوصل اليه في الاسبوعين المقبلين، مما سيسرع وتيرة ايصال المساعدات الانسانية الى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في سوريا.
ثم قال: «لن اطلق اي وعد يلزمني، لكن محادثاتي مع ظريف تجعلني اعتقد ان هناك سبلا للتوصل الى ذلك».
وتعليقا على اداء الامم المتحدة في ملف المساعدات للمناطق المحاصرة، اتهمت 55 منظمة سورية قريبة من المعارضة أو محسوبة عليها بينها الدفاع المدني والشبكة السورية لحقوق الانسان والمجالس المحلية في بلدات ومدن عدة، المنظمة الدولية بـ»الانحياز» الى النظام السوري في عملية ايصال المساعدات.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي يتخذ لندن مقراً له ان اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام من جهة و»جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة أخرى في ريف حلب الجنوبي، تسببت بمقتل أكثر من 70 مقاتلاً من الجانبين منذ الثلثاء واصابة العشرات بجروح.
دمشق تتهم برلين
في غضون ذلك، قالت الحكومة السورية إن قوات خاصة ألمانية تعمل إلى جانب قوات فرنسية وأميركية في شمال سوريا.
وأوردت وسائل إعلام رسمية سورية أن الحكومة تندد بشدة بوجود قوات ألمانية وفرنسية في مدينتي منبج وعين العرب التي تعرف أيضا باسم كوباني.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» عن وزارة الخارجية أن سوريا تعتبر الأمر «عدواناً صريحاً وغير مبرر على سيادتها واستقلالها».
ونفت وزارة الدفاع الألمانية وجود قوات خاصة ألمانية في شمال سوريا قائلة إن مثل هذه المزاعم المتكررة الصادرة عن الحكومة السورية خاطئة ولم تكن صحيحة قط.
وكان المرصد السوري قال إن قوات خاصة فرنسية تبني قاعدة لها قرب كوباني.