يشير استطلاع للرأي اجرته ونشرته مؤسسة الاعلام اس بي اس على اكثر من الف شخص قالوا فيه ان نصف الناخبين المولودين في الخارج غير مقتنعين بأن نسبة الهجرة في السنوات العشر الماضية كانت مرتفعة جداً في حين رأى نحو 28 في المئة من المستطلعين عكس ذلك تماماً. وكذلك قال ثلثا المستطلعين ان المهاجرين ساهموا بشكل ايجابي في المجتمع الاسترالي.
واقترح حزب الخضر ان على استراليا ان ترفع من عدد اللاجئين الى 50،000 شخص سنوياً غير ان وزير الهجرة بيتر داتون قال ان هؤلاء اللاجئين أميّون لا يستطيعون القراءة والكتابة والحساب ويشكلون عبئاً على استراليا وعلى السنترلينك والميديكير ويقتنصون الوظائف في استراليا.
وتناقض تعليق داتون دراسة قام بها مجلس اللاجئين الاستراليين  تقول انه يساهم اللاجئون في بناء استراليا بعد استقرارهم فيها مثل نمو الاقتصاد وبروزهم في مجالات مثل الطب والاعلام والابحاث والرياضة وغيرها من المجالات.
وتشير الارقام الى ان نسبة نصف اللاجئين الذين حضروا الى استراليا لم يحصلوا على وظيفة حتى في بلدهم الاصل و20 في المئة منهم اميون في لغتهم الاصلية مما يشكلون عبئاً على دافعي الضريبة سواء السنترلينك  او ميدي كير و44 في المئة من النساء و33 في المئة من الرجال لا يفهمون اللغة الانكليزية.
فإن استراليا تستقبل 13،000 لاجئ سنوياً واضافة الى ذلك استقبال خاص لـ 12،000 لاجئ سوري.
وقد تعرض باتون للنقد واتهم بالعداء للاجانب حتى طالبوا بإقالته. وقد دعا زعيم المعارضة بيل شورتن ورئيس الوزراء مالكولم تيرنبل الى ادانة تصريحات داتون التي اهانت ملايين المهاجرين والذين اسهموا في بناء استراليا وجعلها دولة عظيمة.
وطالب حزب الخضر بطرد داتون من منصبه فوراً وقالت المتحدثة للحزب بشؤون الهجرة ساره هانسون يانغ ان تكلفة  ودعم واستقرار اللاجئين تقل عن تكلفة  ادارة مراكز الاحتجاز لطالبي اللجوء في مانوس ونارو وان تصريحات داتون تثير الهلع من اللاجئين.
لكن تيرنبل اعلن عن دعمه لوزير الهجرة مضيفاً ان استراليا تتمتع بأنجح مجتمع متعدد الحضارات في العالم وان الحكومة تنفق حوالي 800 مليون دولار سنوياً على خدمات الاستقرار اللاجئين في الوقت الذي لا تقوم به دول اخرى في العالم. فنحن ننفق المال من اجل استقرار اللاجئين مثل تعليم الانكليزية والتفاعل مع المجتمع.
وكذلك دعمت وزيرة الخارجية جولي بيشوب تصريحات داتون وقالت انها واقعية حول تكلفة احضار  مزيد من اللاجئين حيث وافقت الحكومة على استقبال 12،000 لاجئ اضافي من سوريا والعراق بسبب الحروب التي فيهما.
واثناء ذلك اعلن رئيس مجلس اللاجئين بول باور ان هناك ادلة موثقة تؤكد ان اللاجئين يخلقون فرص عمل على المدى البعيد اذ ان عدداً كبيراً منهم يفتحون مصالح تجارية ويخلقون وظائف للاخرين.

تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك

اساءت تصريحات داتون الى عدد من السياسيين وفعاليات الجاليات المتعددة الحضارات حتى وصفت بالعنصرية وطالبوا بإقالته من مركزه.. وهنا يجب التفرقة بين اللاجئين والمهاجرين.. فإن المهاجرين قد اسهموا في بناء استراليا بشكل كبير.. مع انه نجح بعض اللاجئين في شق حياتهم بنجاح في استراليا.. ويجب ذكر ان وزير الداخلية السابق والنائب الحالي جايسون كلير قد تزوج من ابنة طالب لجوء ابحر الى استراليا على متن القوارب.. وقد وقع داتون ضحية التعميم والخطأ بقوله ان المهاجرين  يقتنصون الوظائف من الاستراليين.
فإن الارقام تتكلم عن نفسها اذ ان نصف اللاجئين لم يعملوا على الاطلاق سواء في بلدهم الاصلي او استراليا و20 في المئة أميّون في لغتهم الاصلية ويشكلون عبئاً على الميدي كير والسنترلينك.. فإن استراليا دولة من حجم اقل من المتوسط بين دولا العالم وتعاني من مصاعب مالية في الموازنة وخصوصاً في فاتورة الضمان الاجتماعي المرتفعة ولا يمكنها ان تستوعب اكثر من 31،000 لاجئ. خلال عام.. فالقضية ليست عنصرية ولكن حقائق وارقام واقعية.. مع انه يجب التسليم بأن البعض من اللاجئين قد اسهموا في بناء استراليا.