خاص بجريدة التلغراف

بقلم هاني الترك OAM

منذ عدة سنوات ألف ويل إليوت اول رواية له فازت بالجائزة الاولى في استراليا كانت مستمدة من خياله الخصب بسبب اصابته بالفصام العقلي Schizophrenia …  ولكنه رفض الاعتراف باصابته بالمرض العقلي لأن معظم الناس ينظرون الى المريض عقلياً او نفسياً نظرة هابطة.. وبعد ان فازت روايته بالجائزة الاولى بدأ في سرد قصص اخرى واعترف عندها بمكافحته الفصام العقلي الذي ابتلى به حينما كان عمره 20 عاماً.
لقد اصبح إليوت من اشهر كتاب استراليا والعالم وهو يبلغ من العمر الآن 35 عاماً.. يقول انه يتناول العقاقير الطبية يومياً اذا توقف عن تناولها سوف ينهار ويدخل مستشفى الامراض العقلية.. ويضيف إليوت ان واحداً من كل مئة مواطن في استراليا مصاب بمرض عقلي.. ونظرة المجتمع للمصابين هابطة بسبب اعراض الهلوسة والاضطراب والوهم.. ويؤكد إليوت ان معظم المصابين بالفصام العقلي عاجزون عن الانخراط في المجتمع وينسلخون عن الواقع .. ويعترف إليوت نفسه انه يعيش في واقعه الخاص ويتصور انه يقع في مركز العالم ويتلقى اشارات خاصة من التلفزيون او الاعلام المكتوب او المقروء.
في روايته الثانية التي تحمل عنوان:
Strange Places: a memoir of mental illness
اي «اماكن غريبة: مذكرات مرض عقلي» يأخذ القارئ الى شطحات خيال جامح من الاحداث ليسردها في روايته مثل شكه ان شقيقه متورط في جرائم قتل.. ويتوسع في احداثها في رسم وقائعها وشخصياتها والحبكة الدرامية التي تربطها لتبدو رواية مؤثرة.. وهو يوجه طاقته العقلية نحو الكتابة والا اصيب بالجنون التام.. اي لكاد  انتهى مثل معظم المرضى العقليين المنفصلين عن عائلاتهم ويقبعون في مستشفيات الامراض العقلية يسيرون في هذه الدنيا بدون هدف. ويأمل إليوت ان يقوم المصابون بالمرض العقلي ملء اوقاتهم بشيء يثيرهم ويشغلهم.