خاص بجريدة التلغراف

بقلم زهير السباعي

في نهاية الأسبوع الماضي اجتمع مجلس الأمن الدولي واتخذ قراراً وافق عليه أعضائه الخمسة عشر بالإجماع وحمل هذا القرار رقماً جديداً 2254 أضيف الى بقية الارقام، فما هي أهم النقاط التي تضمنها هذا القرار الجديد حدد القرار بداية عام 2016 لبدء عملية التفاوض بين المعارضة السورية والنظام وتشكيل هيئة إنتقالية غير طائفية لمدة 6 أشهر يكون جلَّ عملها صياغة دستور جديد لسورية خلال فترة أقصاها 18 شهراً – تكون فترة الرئاسة للنظام قد انتهت ويرشح نفسه في الانتخابات ويعاد تأهيله – ومن النقاط أيضاً وقف اطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ فور البدء بالعملية التفاوضية وستشرف الأمم المتحدة على ذلك مع العلم بأن عملية وقف اطلاق النار لن يشمل العمليات الجارية حالياً ضد داعش وغيرها وأخيراً إطلاق سراح جميع المعتقلين والسماح للمؤوسسات الإنسانية بالوصول إلى كافة المناطق في سورية وخاصة المناطق المحاصرة، هذا بإختصار أهم النقاط التي تضمنها القرار الأممي رقم 2254 والذي حوى على 16 بنداً قابلة للتأويل وكل حسب فهمه وتفسيره له والأفضلية لمن يجيد الغوص، صحيح بأن القرار عكس توافقاً دولياً حول الإطار العام للحل السياسي في سورية إلا أنه لم يأتي على ذكر مصير رأس النظام وزمرته فقد نسف هذا القرار الثوابت الوطنية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الرياض وعلى رأسها ضرورة رحيل رأس النظام وزمرته بالتزامن مع بدء المرحلة الإنتقالية وقد تجاهل القرار الأممي الإحتلال الروسي والإيراني وغيرهم لسورية والأهم من ذلك كله بأن هذا القرار لم يتم صياغته أو وضعه تحت البند السابع الملزم لتنفيذه من كل الأطراف فلا يكفي التلويح بالجزرة دون العصا لابد من وجود ضمانات دولية كي لانعود للمربع الأول فجميع القرارات الدولية التي صدرت وستصدر حول سورية تتجاهل وتتجنب الخوض في لب المشكلة وجذورها فديكتاتورية النظام السوري ودولته البوليسية هي التي فجرت الثورة ضده، فالمواطن السوري وعلى مدى الخمس عقود الماضية عاش مسلوباً وفاقداً لكرامته وحريته حتى أنه لايجرؤ على توجيه شكوى ضد أصغر مسؤول في الدولة العميقة إلى أن بلغ السيل الزبا بالمواطن السوري فعقد العزم على استعادة كرامته وحريته المسلوبة فرفع شعار الموت ولا المذلّة فجوبه بالرصاص الحي والبراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية والكيماوي التي اعتبرها اوباما خطاً أحمر وما أكثرها وعندما فشل النظام السوري في إخماد الثورة الشعبية ضده استعان بإيران الصفوية وأذنابها في المنطقة وعندما فشلو جميعاً أمام الصمود الأسطوري للشعب السوري استنجدو بالدب الروسي الذي احتل سورية وفرض وصايته عليها. لقد خذل المجتمع الدولي الشعب السوري وتركه يواجه آلة القتل والدمار والتشرد والموت غرقاً إرضاءً للدب الروسي وإيران الصفوية
أخيراً لا بد من خيوط الفجر من البزوغ