©كلمة رئيس تحرير جريدة التلغراف / انطوان القزي

تطبّع  العرب على الضياع وفقدوا البوصلة وبات التشرذم طبيعة ثانية ينخرط فيها اللبنانيون بشيبهم وشبابهم في الانتخابات البلدية ونسوا ان ليس لديهم رئيس جمهورية..
يتقاذف النواب العراقيون بالقوارير الفارغة في البرلمان ونسوا ان بلادهم باتت محميات محكومة بالميليشيات والداعشية…
يرفع الفلسطينيون تمثالاً لنلسون مانديلا في رام الله ونتنياهو يهدّد بضمّ الضفة الغربية بالكامل الى اسرائيل.. يتناتش الليبيون المدن في حرب قبائل  ناسين انهم يعيشون على بئر من البترول…
يواصل السوريون حروبهم بالسلاح الغريب ولم يدركوا انه لم يعد لديهم ما يحاربون لأجله.يتظاهر المصريون احتجاجاً على جزيرتين اعادهما السيسي للسعودية ونسوا الخلاف مع اسرائيل على طابا…
والجزائريون يحكمهم رئيس لا يظهر الاّ كل بضعة اشهر على كرسي نقال.
والسودانيون خاضعون لسلطة رئيس مطلوب من المحكمة الدولية..
تقفل صحافة الفكر والاقلام الرفيعة في بلاد العرب تاركة الساحة الاعلامية لفضائيات هز الحضور وفتاوى الفتنة.
وما زلنا ندرس تاريخاً مجيداً بات من نوع الاساطير.. وما زلنا نقول لاطفالنا العراة واللاجئين والجائعين اننا احفاد المتنبي وجبران والخوارزمي وزنوبيا وهارون الرشيد ومازلنا نطلق الكذبة ونصدقها.