قام عدد من النواب الغاضبين برمي قوارير مياه باتجاه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، داخل البرلمان، أمس الاول  الثلاثاء، ومنعوه في وقت ما من عرض تشكيلته الوزارية الجديدة وسط أجواء من الهرج والمرج، حسب ما أفاد نواب كانوا في المكان.
ومع دخول العبادي البرلمان اندلعت مشادة بين عناصر حمايته والنواب الذين هاجموه، وأحاط حرسه به خوفا من تعرضه للأذى. كما انتشر الجيش بكثافة خارج القاعة في مشهد لم يشهد من قبل. ورغم كل هذا استتب الهدوء لاحقا واستطاع بقية البرلمانيين المصادقة على خمسة وزراء في الحكومة الجديدة، المفترض أن تكون الخطوة الأولى على طريق تحقيق الإصلاحات السياسية.
وكان رئيس الوزراء حضر إلى البرلمان للمشاركة في جلسة دعا اليها سليم الجبوري، رئيس البرلمان، للتصويت على التغيير الوزاري الذي تعارضه الكتل السياسية الكبيرة. وانعقدت الجلسة البرلمانية في قاعة مختلفة حضور عدد من النواب يكفي لاكتمال النصاب القانوني، رغم محاولات نحو 100 نائب (ظلوا معتصمين بمبنى البرلمان منذ قرابة أسبوعين) للحيلولة دون انعقادها.
وقالت النائبة هناء تركي، من ائتلاف «دولة القانون»، الذي ينتمي اليه العبادي نفسه: «اعتدوا على رئيس الوزراء داخل قبة البرلمان. هؤلاء من يطلقون على أنفسهم معتصمين، هم من قاموا بالاعتداء. هل من حق المعتصم ان يعتدي على ممثل العراق؟ هذا اعتداء على هيبة الدولة نفسها».
وذكرت المصادر البرلمانية أن العبادي حضر إلى القاعة الكبرى بعد اكتمال حضور النواب غير المعتصمين وقدّم أثناء جلسة مجلس النواب طلبا إلى البرلمان للتصويت على إقالة الوزراء الحاليين ومنح الثقة لوزراء التشكيلة الجديدة.
وعرض العبادي أسماء الوزراء الحاليين لغرض إقالتهم بشكل فردي الواحد بعد الآخر. وبعد ذلك بدأ العبادي بعرض أسماء التشكيلة الجديدة من الوزراء المرشحين لمختلف الوزارات والتي هي قائمة التكنوقراط الأولى نفسها التي قدمها العبادي سابقا، إذ تمت المصادقة على خمسة وزراء وتم الاعتراض على اسمي وزيري التربية والخارجية. وقد قام رئيس البرلمان الجبوري برفع الجلسة إلى غد الخميس.
وخارج مبنى مجلس النواب انطلق أتباع التيار الصدري الذين قدرتهم مصادر بمئات الآلاف إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد في تظاهرات «مليونية» دعا إليها مقتدى الصدر للضغط على الحكومة والبرلمان لتحقيق الإصلاحات
ورافقنا حشود المتظاهرين المتجمعين في ساحة التحرير الذين عبروا جسر الجمهورية الفاصل بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء وتوجهوا لمحاصرة أبواب تلك المنطقة لساعات، وخاصة عند بوابة مجلس النواب الذي يجتمع أعضاؤه لمناقشة التشكيل الوزاري الجديد، قبل أن يأتي التوجيه للمتظاهرين بالعودة إلى ساحة التحرير.