فجأة اكتشفت مصر أن جزيرتي «صنافير وتيران» في البحر الأحمر هما سعوديتان، فقدمتهما هدية للملك سلمان عبد العزيز مقابل زيارته لبلاد النيل ورصده مئات ملايين الدولارات لقاهرة المعزّ.
هذه الهدية أثارت غيظ عمر البشير الذي رفع الصوت مطالباً بمنطقتي حلايب وشلاتين المتنازع عليهما مع مصر.
ولو كان للسودان أساطيل في النيل الأزرق لحرّكها باتجاه الدلتا كما يفعل  الرفيق كيم مع جارته كوريا الجنوبية.
نسي السودانيون خلافاتهم وصراعاتهم على مدينة جوبا، ونسوا أنهم من أسوأ دول العالم احتراما لحقوق الإنسان وأقفلوا كتاب الجوع والاغتصاب ليطالبوا بترسيم الحدود مع مصر.
جحا العربي لا يقدر إلى على خالته: عربٌ يتناتشون الأرض مع عربٍ، ومليلة وسبتة المغربيتان مع أسبانيا ولواء الأسكندرون والجولان مع إسرائيل وجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى مع إيران.. والبشير الذي فقد جنوبه بسبب التعسف والديكتاتورية يريد اليوم ضمّ حلايب وكأنها ستمنحه مقعداً دائماً في مجلس الأمن وستجعل السودان مصدّراً للقمح والحرية والتكنولوجيا.. إنه جحا العربي الذي لا يقدر إلّا على خالته.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com