الأم الحنون المتهمة بالانحياز التاريخي للمارونية السياسية  في لبنان والتي طالما اعطت حظوة خاصة لطفلها الفرانكفوني المدلل حتى انها منحته رئاسة  الفرانكوفونية العالمية، هذه الأم الديغولية تحولت اشتراكية مع فرنسوا ميتران ثم مع فرنسوا هولاند وبقيت ساهرة على ربيبها وهي التي جعلته كبيرا مع الجنرال غورو.. تغير الزمن وغابت المارونية السياسية واضمحلت الديغولية، وتحولت الأم الحنون إلى أقل من لاعب عادي على الساحة اللبنانية مخلية هذه الساحة للأميركيين أولا ثم للسعوديين والإيرانيين والسوريين وحتى المصريين.
ولكن، وللأسف كانت زيارة فرانسوا هولاند إلى لبنان يوم السبت الماضي شبيهة بزيارات أنجلينا جولي وكان جامعهما المشترك زيارة مخيم الدلهمية للاجئين السوريين قرب زحلة.
زيارة هولاند إلى بيروت كانت فولكلورية تعددت مشاهدها بغير نتائج وما كاد الضيف الفرنسي يغادر بيروت حتى فشلت الجلسة الثامنة والثلاثون لانتخاب رئيس للجمهورية، إنها زيارة لرفع العتب لأن باريس تدرك جيدا أن دورها اللبناني بات يشبه الكومبارس علي المسرح، لكنها تكابر وترفض الاعتراف بالواقع الجديد.. هذا الواقع الذي هزم هولاند في زيارته اللبنانية.
أمنا الاشتراكية تحاول أن تهز السرير لكنها تهز سريرا بلا طفل.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com