يبدو أن ملفات الجمهورية اللبنانية وخدماتها محصورة في حدود بيروت الكبرى وحدود المطامر الحالية والمحتملة للنفايات من الناعمة مرورا بالكوستا برافا في خلدة وصولا إلى جبل النفايات في برج حمود.
أما المحافظات فهي متروكة لخدمات السفراء والمبعوثين: ففي عكار وفي منطقة الكواشرة تحديدا نرى السفير التركي يدشن ويفتتح مشاريع إنمائية، وفي البقاع يقوم السفير الإيراني بذات المهمة، وفي سائر المحافظات نرى مؤسسة الوليد بن طلال عبر مديرتها في بيروت الوزيرة السابقة ليلى الصلح تفتتح العديد من المشاريع والمؤسسات، وفي الجنوب تقوم الكتيبة الأسبانية ومعها الفرنسية والكورية بخدمات كثيرة ومشاريع إضاءة ودورات تدريبية، ومكتب التنمية الأميركي وبعض السفارات الغربية تساهم بدورها في عدة مشاريع..
أما جمهورية بيروت الكبرى التي يحكمها وزراء ونواب مقطوعو الرؤوس فهي عاجزة عن انتخاب رئيس وعاجزة عن وضع قانون انتخابي كما أنها عاجزة عن الاتفاق على جدول أعمال حكومي، حتى قضية النفايات التي توهّم المواطنون أنها على طريق الحل فلا تزال عالقة في عنق المحاصصات والصفقات السياسية ليسرح البرغش والبعوض على امتداد الساحل سعيداً ،
جمهورية بيروت الكبرى على صغر حجمها باتت ملعباً للنفايات والحشرات وأوكار الدعارة، مبروك.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com